اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل ينبغي أن ( يَقتطع ) كلٌّ بحسَب شراسته ، من ( تراب ) الوطن.. أم : أن ( يشارك) كلٌّ بحسب حجمه ، في
هل ينبغي أن ( يَقتطع ) كلٌّ بحسَب شراسته ، من ( تراب ) الوطن.. أم : أن ( يشارك) كلٌّ بحسب حجمه ، في
27.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
( الأقليّات في البلاد الإسلاميّة : مداخل عدّة ، إلى مسألة غلط ..أو ..إلى لا مسألة ،أصلاً ) !
هذا هو السؤال، الذي يجب أن يطرحه قادة الأوطان ، على أنفسهم : قادة الدول, وقادة الأحزاب , وقادة التجمعات البشريّة " القبليّة- الطائفيّة- العرقيّة ", وقادة الرأي ..
هذا - بالضبط - هو السؤال الذي ينبغي طرحه , وينبغي أن يجيب عليه طارحوه أوّلاً , قبل أن ينتظروا الإجابة من الآخرين .
ليس في الدنيا كلها- فيما نعلم- دولة واحدة , يتحد مواطنوها في كل شيء: في العقيدة , وفي العرق , وفي المنبت القبَلي , وفي المذهب الديني , وفي الرأي : السياسي أو الاجتماعي ..!
فكيف يعالَج التعدّد ، في الدول !؟
هل يعالج بأن تأخذ كل فرقة " طائفيّة - عرقيّة - سياسيّة - مذهبيّة -" حصتها من الوطن, على شكل إقليم, أو محافظة, أو قرية, أو قطعة من الأرض": حدوديّة - داخليّة - بريّة - بحريّة -"!؟
هل يعالج بأن " تنبش " كل فرقة تاريخها القديم ، ولغتها القديمة , وعاداتها , وتقاليدها, وأساطيرها, وآدابها, وفنونها.. منذ مئات السنين, أو آلاف السنين .. لتبرز هذا " الركام " كله ، في ساحة الوطن .. ليكون الوطن أوطاناً , ويكون الشعب شعوباً , وتكون الدولة دولاً .. فيكون كل شيء في الوطن ، ذا قيمة وأهميّة , لدى أصحابه ، إلاّ الوطن نفسه !؟
في سورية – مثلاً- فسيفساء طريفة ، من الديانات والمذاهب ، والأعراق والقبائل :
- المسلمون السنة - وهم الأكثريّة الساحقة -, والعلويون, والدروز, والإسماعيليّة, واليزيديّة...
ثمّ : النصارى بمذاهبهم المختلفة : الكاثوليك - الأرثوذكس - البروتستانت - ..
هذا على مستوى الديانات ، والمذاهب الدينيّة والعقديّة ..
أمّا على مستوى القوميات والأعراق , فثمة :
العرب - الأكراد - التركمان - الشركس - الأرمن - الآشوريون ..
أمّا على المستوى السياسي , ففي الأمر اختلافات طريفة : فالأسرة الواحدة ، قد تتفرّق، بين أحزاب شتى.. والحزب الواحد ، قد يجمع عناصر، من أعراق مختلفة، وطوائف متباينة ! فتنوب الأحزاب- في تجميع المواطنين- عن الطوائف والأعراق والديانات والأسر.. !
فكيف يعالج هذا التنوّع ، في الإطار الوطني , دون أن يمزق الوطن إلى أوطان, ودون أن يتشرذم الشعب إلى شعوب , ودون أن يصبح تاريخ الوطن , تواريخ شتّى : لمِلل , ونِحل , وطوائف , وأعراق , وقبائل , وعشائر , وأسر ..!؟
ودون أن تصبح اللغة الوطنيّة الواحدة ، لغات شتّى : لأعراق متباينة , وطوائف مختلفة !؟
إن نظرة واحدة ، على واقع الحال في سورية - وعليها تقاس كل نظرة ، في واقع أيّ قطر عربي أو إسلامي - تكفي لبيان حجم الكارثة المتوقّعة , أو المنتظرة , أو التي يخطط لها أعداء الأمّة , من صهاينة ومتصهينين ، غرباء عن الأمّة , أو محسوبين عليها ..!
فهل يعي النافخون ، في هذا البوق ، ما يقولون !؟
إننا نرى - وبكل وضوح وجديّة -, أن ليس ثمّة مداخل ، إلى مسألة التعدّد الإثني والديني والمذهبي , إلاّ مدخلان :
الأول : هو الوطني , فالوطن كله بيت ، لأبنائه جميعاً ، بلا استثناء ولا تمييز, على اختلاف مللهم ونحلهم ..!
الثاني : هو ( الدين أو القومية ) :
الدين : لمن كان أخاً في المعتقد ، لأكثريّة أبناء البلاد , سواء أكان كرديّاً ، أم شركسيّاً ، أم تركمانياً..!
القوميّة : لمن كان أخاً ، في الأصل العرقي , لأكثريّة أبناء البلاد , سواء أكان مسيحيّاً ، أم غير ذلك !
فكل مواطن ، من الأقليات العرقيّة والدينيّة ، له صلتان متينتان , توحّدان بينه وبين سائر مواطنيه :
- الوطنيّة : وهي رباط لسائر المواطنين , مسلمين وغير مسلمين..عرباً وغير عرب . وهي البوتقة التي تصهر الجميع !
- القوميّة : توحّد بين العرب مختلفي الديانات , والدين يوحّد بين المسلمين مختلفي الأعراق..
هذان هما المدخلان الوحيدان- فيما نحسب - لمعالجة التعدّد ضمن الأوطان .. وإلاّ :
فهل ينفصل الأمازيغ ، في دول المغرب العربي , ويشكلون لأنفسهم ، وطناً خاصّاً بهم , لمجرّد أنهم يختلفون في العرق أو اللغة , عن أكثريّة أبناء البلاد, حتى لو كانوا معهم ، إخوة في الدين -كما ينـظّر لهم أبالسة الفُرقة ، من خارج بلادهم , وأعوانُهم داخل البلاد - !؟
وهل ينفصل الأقباط ، في مصر , ويشكلون لأنفسهم ، وطناً خاصّاً بهم, لمجرّد اختلافهم في الديانة , عن أكثريّة أبناء البلاد, حتى لو كانوا معهم ، إخوة في الوطن ، منذ ألف وأربعمئة عام - كما يريد شياطين الشرذمة والتمزيق ، من خارج بلادهم , وأتباعهم من داخلها -!؟
وهل ينفصل الأكراد , في سوريّة أو العراق , وهم إخوة في الدين أو الوطن, أو فيهما معاً , لسائر أبناء البلاد - لمجرد اختلافهم في العرق – كما يزين لهم دعاة الانفصال والتفتيت , من غرباء ومتغربين .. ويشكّلون لأنفسهم ، وطناً خاصّاً, على قطعة من أرض الوطن , ممزقين ، بذلك ، أواصر مودّة وحضارة وتاريخ , صنعوها ، مع أبناء البلاد ، عبر مئات السنين !؟
من قال هذا ؟ ولماذا ؟ ومن صاحب المصلحة فيه ؟ وما نتائجه المنتظرة ، على أوطان هذه الأمّة وشعوبها , وأجيالها اللاحقة !؟ وأيّ حكومة عاقلة مخلصة – غير حمقاء ولاشيطانيّة- تضطرّ فريقاً من مواطنيها ، بممارسات إجراميّة رعناء ضدّهم ، إلى التفكير، أساساً ، بمثل هذا السلوك المدمّر الرهيب ! ؟
لكن ، بالمقابل : ما الحلّ ؟
ما الحلّ النظري، الذي ينبغي السعي إلى تطبيقه ، عملياً على الأرض– والسياسة نظَر وفكر: أوّلاً .. وتطبيق : ثانياً - !؟
الحلّ الذي نزعم ألاّ حلّ سواه – على مستوى الإمكانيّة والجدوى : وكلتاهما تُحسبان ، في إطار معادلة القوى والمصالح – هو :
سعي الأقليات – العرقيّة والدينيّة والمذهبيّة – المظلومة ، حقيقة أو افتراضاً، من قبل الحكومات التي تدّعي تمثيل الأكثريّة ، وهي لاتمثل إلا نفسها ، وتبطش بالأكثريّة قبل الأقليّة .. نقول : سعيُ الأقليات ، بالتعاون مع الأكثريات ، إلى انتزاع حقوقها - حقوق الأكثريات والأقليات معاً - من براثن سلطات فاسدة مفسدة متغوّلة ، تسحق العباد ، وتنهب ثروات البلاد ، وتنخر الأوطان وتدمّرها، من أجل مصالح الزمر الحاكمة وكراسيّها .. لتكون ، بعد ذلك ، البلاد والعباد والزمر ذاتها .، لقماً طريّة سائغة ، لقوى الشرّ ، في العالم ..!
هذا هو الحلّ : تعاون أبناء الوطن جميعاً ، أقلياتهم وأكثرياتهم ،لإقامة نظام حكم للجميع ، يأخذ فيه كل مواطن بقدر سعيه ، وكفاءته ، من خيرات الوطن .وينصهر الجميع – إخوة الدين ، وإخوة العرق ، وإخوة المذهب -، في بوتقة الوطن ..!
وإلاّ .. فالكارثة بانتظار الجميع ..!
وسبحان القائل :" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة .."