الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل ينتزع الشعب السوري حقه في جنيف .. وكيف؟!

هل ينتزع الشعب السوري حقه في جنيف .. وكيف؟!

28.01.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 27/1/2014
وأخيراً انعقد مؤتمر جنيف 2 في موعده كما أريد له من قبل أمريكا وروسيا خصوصاً، وهو الأمر الذي كنا نشك بحدوثه بسبب أننا نرى المجتمع الدولي غير جاد في حلحلة القضية السورية لمصالح ومآرب معروفة وأهمها جعل هذا البلد محطماً وأهله بالحرب حتى لا تقوم له قائمة مستقبلاً أمام جبهة إسرائيل القوية، وهذا هو السيناريو الذي يعمل عليه اليهود وحلفاؤهم في الجبهة المصرية ضماناً لأمن إسرائيل ومن جهة أخرى فإن المعارضة السورية كانت متخوفة جداً من أن يكون هذا المؤتمر فخاً وكميناً جديداً لتمييع الثورة السورية والإجهاز بهذه العملية بشكل أو بآخر على جناحي المعارضة العسكري والسياسي نظراً لما جربته سابقاً من خذلان بل تآمر معظم المجتمع الدولي على الثورة وكما قالوا: الذي يجرب المجرب عقله مخرب، وهل ينسى فعل هؤلاء لصالح إسرائيل وخصوصاً أمريكا التي تزهو على العالم بمنطق القوة كما أكد نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة " وبوش الابن بضرورة سريان العولمة الأمريكية على العالم، وبالاستعمال الدائم لحق النقض ضد أهلنا في فلسطين قتلاً لحقوقهم وانحيازاً لليهود، ولذلك فإن سماعنا لتصريح كيري في اليوم الأول لجنيف بأن الأسد الذي يقتل شعبه لا يمكن أن يحكمه ليثير مرة أخرى القارئ أن أمريكا تنتصر لقيم الشعوب المظلومة، إن هذا لن يصرفنا عن فكرتنا بأن أمريكا بلد المتناقضات وتغلب المصالح على المبادئ فالواقع على الأرض هو الذي يحكم، وهو يدلنا على كل تخاذل وتآمر على الثورة فكم وعد هؤلاء بأسلحة ثقيلة نوعية مؤخراً ثم نقضوا كلامهم، وكم قصروا في المعونات الإنسانية وحماية المدنيين بعدم إنشاء مناطق آمنة لهم والعجز عن الحظر الجوي والرجوع عن ضربة النظام عسكرياً ...
وهكذا اجتمع الغرب وعلى رأسه أمريكا في الغالب والروس والإيرانيون يعتدون مباشرة وبأذنابهم مما يسمى حزب الله والمنظمات الأخرى على الثورة دون موقف جدي حازم في العالم لردعهم بغية كسر الثورة لا نصرها فمع كل ذلك يحق للنخب أن تعمق مشاوراتها ونقدها الإيجابي بشأن مؤتمر جنيف وخصوصا ما جرى من أكبر الحركات الإسلامية السورية من موقف حياله إذ تم ترجيح عدم الحضور اجتهاداً مبرراً داخل الائتلاف السوري الذي قرر الذهاب باجتهاده والتصويت ولكل مجتهد رأيه وتأويله، فعلى حين يرى معظم الإسلاميين أن المؤتمر غير مجد نظراً لتعنت اللانظام في حل القضية وعدم إبرازه أي حسن نية بالتعامل مع السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين وبإيقاف رمي البراميل المتفجرة على الآمنين، ولعل رأيهم في ذلك أن المصلحة من الحضور إذا لم تكن حقيقية ومعتبرة وتوفر تحقيق أهداف الشعب في الحرية والكرامة ونصر الثورة بكل ما يترتب عليه أثر في الغالب فلن تكون لها فائدة مؤثرة على دليل قوله تعالى: ( فذكر إن نفعت الذكرى) فالعبرة بالمآل والنتيجة، وأما الآخرون في الائتلاف فاجتهدوا أن الحضور يحرج نظام الظلم ويفضح مكائده على حد ما يذكر في فن الإدارة من أن المشاركة الميدانية هي التي تعرف على الحقيقة وكيفية الرد على الظالمين، ونحن نرى الآن في الجولة الأولى لوفدي المعارضة والنظام أنه لا يتحقق شيء يذكر في المطالب المحقة وأهمها مناقشة إقرار الحكومة الانتقالية التي نص عليها جنيف 1 بصراحة وقد اعترف أمس الأخضر الإبراهيمي بإقرار وفد النظام له والآن هو يرفض ذلك كما يرفض بالمطلق مناقشة مصير الأسد الجزار، ولا زال يراوغ في المسائل الإنسانية من فتح الممرات وإدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حمص القديمة ولكن قد ينفذ السماح فقط للأطفال والنساء والشيوخ ويؤكد وفد المعارضة مراوغة النظام بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين، وقد أبان الإبراهيمي أنه كم ناشده إطلاق المعتقلين وخصوصاً الضعاف ونحن نعرف كيف قتل أحد عشر ألفاً في السجون تحت التعذيب ومع أن الإبراهيمي صرح أنه لا ينتظر تقدماً كبيراً في جنيف 2 فإننا نؤكد أن حقنا أقوى وأبقى من طغيان الظالمين عاجلاً أو آجلاً.