همجية داعش

البيان
الثلاثاء 23/6/2015
يستعد تنظيم داعش لنسف وتدمير الآثار في مدينة تدمر السورية، والتنظيم الإجرامي قام بتلغيم أغلب الآثار في المدينة تمهيداً لنسفها، قياساً على نسفه وتفجيره للآثار في العراق ومناطق أخرى من سوريا.
هذه الهمجية التي تتغطى بالدين، همجية لا يمكن السكوت عليها، فذات صحابة نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخلال فتوحات المسلمين لبلاد كثيرة، لم يقوموا بهدم الآثار في تلك الدول بأي شكل من الأشكال، ولم نسمع عن المسلمين آنذاك وهم يقومون بهدم الآثار في العراق وسوريا ومصر، بذريعة محاربة الفنون أو الشركيات، بل إن المسلمين تركوا كل هذه الآثار، باعتبارها شواهد على حقبات ماضية، في سياق العبرة حول الحضارات المندثرة، وفي سياق إدراكهم أن تطبيقات الدين لا تكون بهذه الهمجية الموغلة بكره الحياة.
إن هذه التصرفات الهمجية، تسببت بتشويه سمعة الإسلام، وبات المسلمون اليوم، في وضعية دفاع عن النفس لإقناع العالم أن هذا ليس من الإسلام، وليس من دليل على أننا براء من هذه الهمجية، سوى بقاء هذه الآثار سالمة منذ عهد الرسول إلى يومنا هذا، حتى ظهرت علينا داعش، التي تتردد معلومات في الأساس أيضاً حول سرقتها للمخطوطات والآثار وبيعها وتهريبها، في سياق تسمين التنظيم وجعله ثرياً، بأي وسيلة كانت، من أجل مواصلة الإرهاب والقتل في المنطقة.
قد نسمع ونرى بعد قليل، نسف آثار تدمر، ولحظتها، سنواصل فقط الندب على هذه الآثار، التي تمثل حضارات تاريخية.