الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فهم "داعش" لهزيمته

فهم "داعش" لهزيمته

15.11.2014
كريستيان ساينس مونيتور



البيان
الخميس 13-11-2014
يكمن الهدف الأول من حرب الرئيس الأميركي باراك أوباما على "داعش"، في العمل على تدهور ذلك التنظيم. وهو على المستوى المادي، على الطريق الصحيح..
فقد دفعت الغارات الجوية الأميركية "داعش" إلى الانسحاب من العديد من المناطق، وعمد الجيش العراقي الذي تمت إعادة تنظيم صفوفه، إلى جانب مقاتلين أكراد، على استعادة مناطق عدة سيطر عليها التنظيم. غير أن تدهور "داعش" ليس مهمة مادية فحسب، وأحد بوادر الأمل في الحرب حتى الآن، أن بعض المسلمين من أهل السنة، ممن يعيشون حالياً تحت حكم "داعش" قد بدأوا في الثورة عليه.
ربما يكون هؤلاء المتشددون قد أدركوا أن "الخلافة" المزعومة التي أعلن عنها زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، لا تتوافق مع فهمهم للإسلام كدين يكفل المساواة بين المؤمنين، ولم يتشاور التنظيم معهم، مطلقاً، بشأن حقه في الحكم، حيث تجاهل الضمير الفردي.
ولا يعتبر البغدادي أول من يدعي أنه رجل دين يمكنه الأخذ بزمام السلطة السياسية على المسلمين، دون موافقتهم. فلقرون عدة، انتشرت الخلافة في المشهد الإسلامي، بدءاً بالإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، ووصولاً إلى غرب إفريقيا وإلى الهند. وفي تسعينات القرن العشرين، حكمت حركة طالبان أفغانستان، إلا أنه تم تحديد نطاق هذه الخلافة من جانب الجغرافيا ومحدودية النطاق. بيد أن زعيم "داعش" يدعي ولايته على جميع المسلمين، وأن أي شخص يقاوم حكمه مهددٌ بالقتل.
على القادة المسلمين المنضمين إلى الحرب التي تقودها أميركا، إرسال رسالة للذين يعيشون تحت لواء التنظيم، بأن الإسلام يدعم حق الاختيار الفردي في ما يتعلق بالإيمان، إذ يمكن اتباع إمام مسلم وتبجيله، إلا أن سلطته تنتهي باستخدامه العنف لفرض ممارسة الشعائر الدينية بالقوة، أو لإدارة مجتمع بكل تفاصيله العلمانية.
يعتبر وجود لمحة صحافية عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" أمراً نادراً، إلا أن شريط فيديو وثائقياً من الصحافي البريطاني الفلسطيني ميديان دايريه، تم عرضه على موقع "فيس نيوز"، يظهر الحياة بين المسلحين في مدينة الرقة السورية، ويصرح أحد مقاتلي التنظيم في أحد مشاهده، بأنه:
 "لا يمكن تأسيس الشريعة إلا بالسلاح". ويقول مصطفى أكيول، وهو كاتب عمود تركي ومؤلف كتاب صدر حديثاً بعنوان "الإسلام من دون متطرفين: قضية مسلم من أجل الحرية"، إنه يتوجب على العالم أن يفهم في المقام الأول إيديولوجية "داعش" لكي يلحق الهزيمة به. قد تكون كلمات من هذا القبيل، قوية بقدر قوة أي طائرات موجهة عن بعد في الحرب على التنظيم.