الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هوامش وتعليقات حول مفاوضات جنيف؟

هوامش وتعليقات حول مفاوضات جنيف؟

22.02.2014
الطاهر إبراهيم


القدس العربي
الجمعة 21/2/2014
يصر وفد نظام بشار أسد إلى جنيف على البدء بإيقاف الإرهاب قبل تشكيل هيئة انتقالية، كما يطلب الائتلاف، بحيث تحكم سورية، حتى تجري انتخابات برلمانية شفافة تفرز حكومة تضع دستورا لسورية. ويعجب المواطن السوري كيف أن وفد الائتلاف إلى جنيف، وفيهم ميشيل كيلو، وكأنما أكل القط ألسنة أعضائه ، فلا يرد على النظام بالقول: إن اتفاق جنيف1 يفرض في بنده الأول: ‘التزام وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله’. فهل هناك إرهاب أكبر وعنف أشد من قصف الناس في حلب بالبراميل، فتتهدم الأبنية فوق رؤوس نساء وأطفال وشيوخ عجزة؟ أم على أفواه أعضاء وفد الائتلاف أقفالها؟
من جهة ثانية يحاصر النظام أحياء حمص كلها، ويفرض الجوع على من تبقى فيها من عجزة ونساء وأطفال، منتهكا ما جاء في اتفاق جنيف في بنده الثاني الذي يقول: إن ‘على الحكومة في جميع الظروف، أن تتيح لكل المنظمات الإنسانية الوصول إلى جميع المناطق المتأثرة بالقتال وإجلاء الجرحى ومغادرة جميع المدنيين الذين يودون ذلك’. وهذا موضوع آخر كان على وفد الائتلاف أن يلفت إليه بأن النظام ليس في وارده تطبيق ما جاء في جنيف1.
بهذا يستطيع وفد الائتلاف أن يفضح وفد النظام ويقيم الحجة عليه أمام العالم بأنه يضيع الوقت بعدم التزامه بتطبيق بنود جنيف1، حيث ان النظام هو من يشرعن للعنف والإرهاب باستمراره بقصف حلب وغيرها ببراميل الموت والدمار. وهو من يعمل على هلاك الشعب السوري جوعا ومرضا بحصاره داخل مدن سورية وبلداتها.
بعد هذا يمكن لوفد الائتلاف أن يقول للعالم: إن نظاما كهذا لا يمكن أن يكون مؤتمنا على شعب سورية، وان على المجتمع الدولي فرض الرحيل على هذا النظام تحت البند السابع، أو السماح للدول الشقيقة والصديقة بتسليح الشعب السوري كله، وليس فقط كتائب الجيش الحر المقاتلة.
عندها ينتقل وفد الائتلاف إلى البند الثالث في جنيف1 وهو، ‘إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية’، وإلا فلا معنى لهذه الهيئة في ظل القصف والحصار المفروض.
السوريون بأكثريتهم الساحقة، مقاتلين ومواطنين ومعارضة سياسية مغيبة عن المسرح، رفضوا ذهاب وفد الائتلاف إلى جنيف، لأن موسكو ما تزال تتمسك بهذا النظام القاتل. وهي اليوم تهدد باستخدام حق النقض ضد القرار المعروض حاليا على مجلس الأمن لفتح طرقات آمنة لإيصال كل ما يلزم للسوريين المحاصرين في المدن السورية. أما واشنطن فليست معنية أصلا بإزاحة النظام القاتل عن سدة الحكم بسبب معارضة إسرائيل. ورغم ما تقدم كان السوريون يتمنون لو يتحقق على يدي الوفد في جنيف ما ينتشلهم من هذا الجحيم المقيم.
وفد الائتلاف لا يتمتع بالأهلية التي تجعله يقف على قدم المساواة مع وفد نظامٍ مراوغ، بله أن يتفوق عليه. فمعظم أعضاء وفد الائتلاف هواة في ميدان السياسة. حتى إن رئيس الائتلاف عاصي الجربا تساءل بسذاجة: ‘لماذا لا يأتي فاروق الشرع ويكون على رأس الوفد، وهو له مصداقية لدينا والباقي ليس لديهم مصداقية؟ إذا كان رئيس وفد الائتلاف بهذه السذاجة، فكيف يكون باقي الوفد؟
وكأن النظام حريص على أن يرسل إلى جنيف من له مصداقية؟ وقد رأينا عينة من وفد النظام لا تتمتع بأي مصداقية مثل وليد المعلم وعمران الزعبي وبثينة شعبان. فإذا رأت الأمم المتحدة أن تختار فاروق الشرع ليرأس هيئة الحكم الانتقالية، فقد أفشل الجربا ذلك بسذاجته المطبقة.
كاتب سوري