الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هولوكوست "دوما" وتآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري!

هولوكوست "دوما" وتآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري!

19.08.2015
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الثلاثاء 18/8/2015
حدثت مجزرة "دوما " في دمشق أمس، حيث ارتقى ضحيتها أكثر من 160 شهيداً في سوق المدينة وكلهم من المدنيين.. دلالة متكررة على أن اللانظام السوري ليس أهلاً للمواجهة الحقة مع الثوار بالرغم من مساندته العالمية وخصوصاً أمريكا وإسرائيل وروسيا وإيران والميليشيات الشيعية من مختلف البلدان وعلى رأسها ما يسمى حزب الله اللبناني فأدى به اليأس وكذلك مستشاري الإيرانيين بعد الإخفاق في حصول اتفاق لنقل أهل الزبداني السنة إلى قرية الفوعة الشيعية ونقل هؤلاء إلى الزبداني لفشل مفاوضات الإيرانيين وكذلك مع أحرار الشام الأبطال, وللتذكير فإن إيران كانت ترفض أن تعترف بعلاقتها الوطيدة – ميدانيا – مع نظام العصابة الأسدية, لكن تواصل مشاهد الهولوكوست السوري في "دوما" - التي خرّجت أفضل السوريين في كل المجالات - "والزبداني" المصيف الشهير الذي جمع الناس من الشرق والغرب ليكون لهم أمّا "رؤوما", لأكبر برهان على الحماقات التي يرتكبها السفاح الأسد نيابة عن إسرائيل التي تصر على عدم التنازل عنه وإيران صنيعتها التي أكدت التقارير أنها – وبعد الاتفاق النووي الأخير – ستستقبل مئات التجار الصهاينة.
وبدورها، فإن إسرائيل سترحب باستقبالهم وإقامة التحالفات الاقتصادية الجديدة إضافة إلى القديمة التي تثبت الحقائق والوثائق أنها موجودة بقدر كبير, وإن هذا التعاون القديم الجديد بينهما لهو مربط الفرس, ولا ريب أن إسرائيل هي التي تحكم أمريكا وليس العكس, ولذلك فما يذكره الأتراك عن محاولة جادة لإنشاء منطقة آمنة للشعب السوري فإنهم صادقون جدّيون وما تذكره أمريكا ما هو إلا لذر الرماد في العيون وليست في حقيقتها مبنية على الصدق والجدية, ولذلك لم تعمل شيئا أمام تصرفات اللانظام السوري ولا إيران والعراق والكرد الذين أقاموا أبراج مراقبة على الحدود مع تركيا لتخويفها مع أن وضعها داخليا وخارجيا معقد لكن ليس في الحقيقة كعقدة السفاح الأسد, وفي قناعتنا أنها ستعمل قدر وسعها لتحقيق المطلوب. وهنا يجب ألا ننسى أن المجتمع الدولي مازال مصمما على تدمير سورية السنية غالبا لا كما يحدث قليلا لطوائف النصارى والعلويين والدروز وغيرهم. ولكن لا يفكر أحد من هذا المجتمع لا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة بهذا الهولوكوست الرهيب الذي يعيشه شعب مظلوم, بل يريدون أن تسقط الثورة وتنشأ ثورة مضادة بدفاعات خصوم أحرارنا لصالح السفاحين العالميين وسفاحهم الصغير في سورية، ولعل التاريخ يعيد نفسه فنحن نجزم أن اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإدارة الروسية مستمرة عن الوضع السوري وهم يقولون كلاما ثم يفعلون ما يشاؤون ويذكرنا بذلك "جاك تنيّ" صاحب كتاب الأخوة الزائفة ص: 134. حيث يقول: في لقاء طهران أثناء الحرب بين "روز فلت" و"ستالين" أعلنا أنهما متفقان على سلام دائم وأن هذا على عاتقنا أن نفعله بتعاون الأمم المتحدة, أقول: كيف لا وهم الذين أوجدوها واتخذوا من طهران مطية لهم ومازالوا ولكن بإنشاب الحروب وليس بنشر السلام فهم يدعون ظاهرا إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن في الباطن يستمرون في استعمار المسلمين ونهب ثرواتهم واستنزافهم دمويا في كل مكان, وما موقف إيران اليوم ومحاولتها - كما تدعي – التحاور مع دول الخليج وتركيا, إلا مداورة ومناورة لبيع الوهم وكسب الوقت لتنقضَّ من جديد بوجهها التوسعي البغيض على دول العرب والمسلمين – كما هو حالها تاريخيا وإن إيران لن تتغير البتة – إلا أن يشاء الله – لأن معظمهم في كل حال يتفقون مع أعداء الإسلام ضده ولكن ألاعيبهم باتت مكشوفة اليوم بعد كل كذب لحق بهم عن أسطوانة الممانعة المشروخة التي فُضحت على الملأ.
ونحن العرب والمسلمين نؤمن يقينا بأن سنة الله لا تتغير (ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)، فاطر: 43 ومن المستحيل أن يتخلف وعد الله في النتائج والأسباب حتى أصبحت هذه الفلسفة الإسلامية منتشرة في حياة المسلمين.
كذا في كتاب التفكير المقصدي للأستاذ عمر عبيد حسنة ص: 28, ولذلك فإن الإبادة الجماعية التي قام ويقوم بها شياطين الإنس من الأسد وداعميه الكبار والصغار ستنسفهم نسفا عاجلا أو آجلا على يد المؤمنين الأبطال, ونظن بتأكيد أن موقف الحسم السوري لن يطول, وهو ما كان ليطول إلى هذا الوقت – كما هو معروف – لو أن هذا المجتمع الدولي الذي يكيل بأكثر من مكيالين كان صادقا مع الشعب السوري أبدا, حيث وعد فكان وعده وعيدا وكذبه دأبا سيئا – كما هو تاريخه – وقد نصحنا العاملين كثيرا وحذرناهم من تركيبته فهو لا يوافق على أسلحة نوعية للثوار طاعة لإسرائيل التي طار وزير دفاعها إلى أوباما مرتين مقنعا إياه أن لا يمنح المقاتلين الأسلحة النوعية, ولا هم ينشئون منطقة آمنة للاجئين ولاهم يساعدون حتى إنسانيا بما يكفل الحد الأدنى للمشردين، أما المعتقلون والمختطفون من الرجال والنساء فلم يعد السؤال عنهم مطروحاً وإنه محض التعصب الحاقد الذي لا يترك للعدل والصلح محلا أبدا أو خصوصاً أن الشيعة مستأجرون لهذا الغرض عربونا جديدا لليهود وحلفائهم جميعا.