الرئيسة \  مشاركات  \  هولوكوست ديالى

هولوكوست ديالى

03.02.2015
وسام نعمان



هنا بروانة، هنا شروين  ..
حين يكون الدم لغة، تتحاكى اسلحتنا لتروي الحكاية بدل اللسان، وحين لا بد من حوار ترتفع عقيرتنا بالتخوين والاتهامات، هنا العراق هنا لا ثقة بين الفرقاء ويكيد أحدهما للآخر.
هنا دماء اريقت هنا جرح هنا الم.
هنا ديالى، هنا بروانة هنا شروين. جريمة اغتيال إلانسانية، حقد دفين، كيد ما عرف العراق مثله. هنا الشهداء عدد لا حصر له 70 شهيدا ليس من كوكب آخر، أنهم من العراق وله.
المشهد ينبيك عن حالة هستيريا لبعض مصاصي الدماء، لعديمي الإنسانية، الحاقدين، للغادرين، لكل من باع ضميره.
70 إنسانا من بنيان الله لعن الله من هدمهم أن كان هادي العامري أو بعض قياداته عليهم من الله ما يستحقون.
فعل اشنع وأوجع كما وصفه الجبوري حيث قتل المدنيون العزل في قرى بروانة بعد أن فروا من جحيم داعش ليكرر الظلاميون المشهد في مجزرة بشعة اخرى طالت العشرات منهم، متسائلاً عن الفاعل والسبب، وعن المستفيد من الفعل، مستغرباً من دور القوات الامنية وعدم تحركها لمنع وقوع الحادثة، رغم اتصالها بمراجع الحشد العليا.
لكن يبدو أن سنة العراق لا بواكي لهم فما منهم ولا معهم فيان دخيل لتذرف الدموع وتكسب تعاطف العراق بأسره من شماله الى جنوبه بل إلى كل المنظمات الدولية الحقوقية.
ما يسجل في هذا الصدد سرعة اكتشاف الجريمة، وزيارة مستعجلة قام بها الغبان وزير الداخلية للجبوري يوم الأربعاء 2015/1/28 وعقد مؤتمر صحفي لبحث تداعيات الجريمة.
كنا نظن أن لجنة ولجانا شبع العراقيون منها هي المحصلة النهائية، ستخرج نتائج بعد أسبوعين أو ثلاث نعرفها سلفا، لكن خاب ظننا هذه المرة ولله الحمد، وكان القرار أسرع من أن نتوقع بإقالة ضباط ثبت تورطهم وسيتم تقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
ومن خلال متابعتي للحدث وقفت على تصريح مهم للغبان أكد فيه ان النتائج التي توصلت اليها اللجان التحقيقية أثبتت تقصير عدد من القادة الأمنيين في أداء واجباتهم، فيما لفت الى ان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قدم أدلة دامغة تثبت تورط وتقصر عدد من القادة الأمنيين في ديالى على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة.
هنا أخذتني جرعة أمل مفادها: لعل هذه هي الجريمة الأخيرة التي وقعت، ولعلها خاتمة الأحزان، رحم الله شهداء بروانة وشروين وفضح قاتلهم على رؤوس الاشهاد، وأرانا الله باعداء  العراق أيا كانوا يوماً اسود..