الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هيستيريا العربدة الروسية في الشرق

هيستيريا العربدة الروسية في الشرق

22.11.2015
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 21/11/2015
لاشك في أن التطور الكمي والنوعي لموجات الإرهاب التي تضرب العالم حاليا لم يأت من فراغ!، كما أن العنف والتطرف ليسا وليد لحظة معينة بقدر ما هما سمة من سمات مرحلة انعدام العدالة وانقلاب الموازين وسيادة الغطرسة والصلف والتجبر والغرور في العلاقات الدولية.
الدب المافيوزي الروسي يعيش اليوم مرحلة شرب حليب السباع!، فهو ما فتئ يظهر عضلاته ويكشر عن أنيابه، ويبرز مخالبه، في محاولة يائسة لإرهاب الشعوب فضلا عن ممارسة الابتزاز في أقصى مدياته، فالرئيس الروسي (بوتين) وهو يستمر في جرائمه الموجهة ضد البشرية في أرض الشام، وفي التحول الفظ من الدعم السياسي للدعم العسكري المباشر في حرب النظام الإرهابي السوري ضد شعبه، قد غادر تماما حدود الحصافة والمسؤولية واحترام خيارات الشعوب، ودخل فعلا في مرحلة البلطجة واللجوء للقوة المفرطة ضد شعوب مظلومة ومقهورة لا تمتلك سوى شرف الدفاع عن مبادئها ومقدساتها وحقها في العيش الكريم بعيدا عن الظلم والإقصاء، الشعب السوري لم يداهم بوتين في عرشه في الكرملين وهو غير معني أصلا بمواقف الروس، ولكن بوتين وحكومته ودولته المافيوزية هي التي دست أنفها في مسألة سيادية سورية محضة تتعلق بحق الشعب السوري الحر في تقرير مصيره بعيدا عن أي وصاية ومن أي طرف جاءت!، لقد تعمقت وتركزت الهجمة الدولية والإقليمية الكبرى على أحرار الشام وأضحى الوجود المتزايد لقوات الحرس الثوري الإيراني التي تقاتل في كل معاقل وأماكن الثورة السورية بمثابة تدخل أممي فظ ومرفوض وعدواني، إذ إن الدبلوماسية الإيرانية دخلت هي الأخرى على الخط لتحاول وبصفاقة ليس لها نظير رسم سيناريوهات المستقبل السوري كما فعل ويفعل معاون وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان!!.
وجاءت الدبلوماسية الروسية بمنهجها العدواني المترافق مع الهمجية العسكرية العدوانية الروسية لتكمل الطوق، فوزير الخارجية الروسي لافروف لم يتردد أبداً عن رفض أي حلول تتضمن شرط رحيل بشار أسد عن السلطة!؟ وبما يعني بأن التدخل الروسي لم يأت للوقاية من إرهاب روسي متخيل، بل من دعم حقيقي لنظام محتضر موشك على الانهيار!!، الروس باتوا يتصرفون بعنجهية وبلطجة حقيقية مستمدة من الرغبة في إظهار العضلات والوحشية المفرطة برأس الشعب السوري لإرهاب دول وشعوب أخرى وعبر رسائل موت دموية معجونة بدماء أطفال سوريا!، فالروس متورطون ومتشابكون في أكثر من ملف إقليمي ودولي وحالة التوحش والعدوانية التي انتابتهم وجعلتهم يحركون أساطيلهم ويقصفون بصواريخهم العابرة للقارات مواقع مدنية سورية لن تخيف أبداً أحرار الشام وتجعلهم يخضعون لمنطق البلطجة الابتزازي المتوحش!، فقرار حرية الشعب السوري رهنا بإرادة أحرار الشعب الروسي، من المؤكد بل الحتمي إن القيادة الروسية تفكر اليوم جديا إن لم تكن قد قررت فعلا توسيع إطار الحرب في الشام لتشمل توغلا بريا ضد مواقع المعارضة بعد أن فشل الإيرانيون ومعهم كل عصاباتهم الطائفية اللبنانية والعراقية والأفغانية وكل سقط متاع الأرض في تحقيق أي تقدم حقيقي على الأرض!، بل إن خسائر الإيرانيين والميليشيات قد بلغت مبلغا صعبا ومحرجا جعلتهم في وضع لا يحسدون عليه خصوصا قيادة الحرس الثوري التي خسرت جنرالات كبار تم اصطيادهم في معارك ريف حلب الجنوبي وكذلك عناصر حزب الله اللبناني التي تم أسر بعضها وقتل أعداد كبيرة منهم!، الروس اليوم بصدد التنفيذ الفعلي لأكثر القرارات حماقة مستغلين الأحداث الإرهابية الفرنسية في تنفيذ عمليات برية على الأرض لاكتساح مواقع المعارضة السورية وفرض شروط جديدة على موائد التفاوض! فرحيل النظام رغم كل الكلام الهلامي أمر لا يستسيغه الروس ولا يعولون عليه وسيفعلون ما من شأنه التعكير على ذلك!.
المعركة في الشام لم تحسم بعد لأن حسمها سيؤدي لإغلاق ملفات كثيرة وخطيرة لا يراد لها أن تغلق!، كما أن التداعيات الناتجة عن سقوط النظام السوري ستفرض متغيرات رهيبة في ملف إدارة الصراع الشرق أوسطي!!. الروس هائجون... حائرون.. يفكرون.. يخططون.. يتآمرون فيما هو كائن أو ما سيكون!! وبكل الأحوال فإن دماء السوريين باتت قربانا لمتغيرات كبرى قادمة!