الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هي حرب علي ومعاوية!

هي حرب علي ومعاوية!

08.06.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
السبت 8/6/2013
تتسع دائرة الحرب الطائفية وتتجمع في سوريا، فقد صار من الواضح أن شيعة لبنان وسُنّة لبنان، شيعة العراق وسُنّة العراق لا تتقاتل في لبنان والعراق، وإنما في سوريا، وتشذ تركيا فالصراع فيها بقي داخلياً!!.
سمعنا من لبنان صوت حماية «عتبات» دمشق في السيدة زينب والسيدة سكينة، وتردّد الصوت في كربلاء والنجف والكاظمية: لبيك يا حسين، ويرتفع صوت الشيخ القرضاوي من الفضائيات الخليجية يدعو إلى انقاذ الإسلام من التعصب الشيعي ومن مطامح إيران!!.
الأغبياء فقط لا يريدون رؤية الحرب الطائفية التي تتسع، وتتجمع في سوريا، ولعل الغباء يأخذ شكله الفاقع من اللوم التي توجهه العواصم العربية لواشنطن ولندن وباريس بأنها «لا تتدخل» لوقف «المذبحة السورية». فالعرب أدموا التدخل الأجنبي إلى الحدّ الذي جعلهم رجلاً مريضاً كما كان حال الرجل العثماني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والعقد الأول من القرن العشرين. فهم اغرقوا العواصم الغربية وموسكو «بالجاهات» تدعو القوى الكبرى إلى انقاذ العرب من أنفسهم، أو انقاذهم من إسرائيل أو من إيران. فيما يفرضون الفوضى على عواصم باسم الربيع العربي تارة، والديمقراطية تارة أخرى، او باسم الإسلام في أكثر الأحوال، وكأن هذه الفوضى هي كل ما يستطيعونه إلى جانب معاركهم المجنونة التي تأكل الأخضر واليابس، وتفكك مجتمعاتهم، ووحدتهم القومية والوطنية، وتحولهم إلى حيوان اسفنجي عملاق، تقطع منه فلا يشعر بالألم.. لأنه يفتقد الجهاز العصبي الذي نسميه الولاء الوطني، والإنتماء القومي.
هذا الذي يجري في سوريا هو حرب مذهبية للمنطقة بأسرها من أفغانستان وباكستان إلى الشمال الإفريقي. والجديد في هذه الحرب هو ما قاله حسن نصر الله لطوائف لبنان: نختلف تعالوا إذن لنتقاتل في سوريا!!. هكذا بكل «عقلانية» المشفق على وطنه من الدمار وناقل القتال المجنون إلى سوريا، وعصائب الحق العراقية، ودولة الإسلام والقاعدة في العراق تنتقل الآن من حرب المفخخات في بغداد والموصل والسماوة إلى حرب السُنّة والشيعة في سوريا .. ونراهن أن الأمن والهدوء ستسود في العراق ولبنان خلال الأشهر القادمة.
نشعر الآن، ونحن نتملى الصورة البشعة، بالحزن العربي القديم في مدائن الأردن المزهرة، ويسكننا الاحباط لأننا لا نستطيع تغيير شيء، ونقول مع القائل: أما الروح فطالبه وأما الجسد فضعيف!!.