الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وأخيرا تذكر بشار حزب البعث

وأخيرا تذكر بشار حزب البعث

16.03.2014
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 15/3/2014
في خرجة إعلامية بائسة وفي زمن تحولت سوريا الحبيبة فيه لأشلاء ممزقة بفعل سوء إدارة النظام المجرم للأزمة منذ أيامها الأولى قبل ثلاثة أعوام بالتمام والكمال شهدت خلالها الأرض السورية مجازر مروعة لم تحدث حتى في زمن الغزو المغولي، وفي وقت تحولت فيه سوريا لشظايا وأشلاء ممزقة وساحة واسعة للخراب بفضل سياسة التفرج الدولي على تدمير الشام تحدث الدكتاتور الوارث لعرش أسلافه الملاعين في حكم الشام بشار الأسد وتذكر شيئا ملغيا ولم يعد له وجود فعلي وميداني وهو حزب البعث العربي الاشتراكي القائد اسميا للدولة والمجتمع في سوريا منذ مارس 1963! وأكد أن الحزب سعيد للغاية وهو يتطهر من الانتهازيين كما قال!! ويقصد طبعا الرافضين لسياسة آل الأسد التدميرية، ولكن أين الحزب في ملف الأوضاع السورية؟ بل أين توارت قيادتاه القومية والقُطْرِية وسوريا تتحول لأشلاء وبقايا دولة؟ وكيف تصرف حزب البعث وقيادتاه بشأن موضوع الانتفاضة، ثم الثورة الشعبية السورية والتي أخرجته من المعادلة بالكامل باعتباره بكل قياداته بشواربهم الكثة مجرد حمولة ثقيلة وبالأصح فرع صغير ومهمش من فروع المخابرات السورية المتناحرة المتنافسة العقور!، أين محمد زهير مشارقة؟ وأين عبد الله الأحمر؟ وأين سليمان حداد؟ وأين فاروق الشرع؟ وأين فوزي الراوي؟ وأين توارى مهدي العبيدي؟ وأين اختفت كل تلكم الأسماء الطنانة الرنانة وقيادات أقطار اليمن وموريتانيا والعراق والسودان والأردن التي كانت نجوم الأخبار السورية في زمن الوالد البائد وأول أيام الدكتاتور الراهن السائد؟ هل هنالك وجود فعلي وميداني أصلا لحزب البعث في سوريا منذ حركة 23 فبراير 1966 والتي دفعت الشهيد الفلسطيني البعثي الراحل كمال ناصر للقول علنا وبألم قاتل وحسرة شديدة:
لم يبق للبعث عندي ما أغنيه ودعته وسأبقى العمر أبكيه !
وهل تركت (الحركة التصحيحية) للوالد البائد عام 1970 شيئا اسمه حزب البعث بعد اعتقال وتغييب زعاماته الانقلابية وإبادة لجنته العسكرية بين صريع وقتيل وأسير ومشرد ولم يبق في الساحة والميدان سوى الأسد وإخوته وأبنائه الذين توارثوها وتلاعبوا بها كما يتلاعب اللاعبون بالكرة؟ عن أي انتهازيين يتحدث بشار أفندي والحزب بقضه وقضيضه مجرد دكان لمصالح سلطوية ولا سلطة أو هيبة حقيقية له لدرجة أن أصغر وأحقر عنصر استخباري قادم من ريف اللاذقية باستطاعته البصق على أكبر قيادي في القيادتين القومية والقُطْرِية وحتى الصيفية والشتوية؟ لقد تم حلق شوارب البعثيين الكثة بأحذية رؤساء الفروع المخابراتية التي هي الحاكم في دولة البعث الأسدية والتي تحولت اليوم لدولة تابعة لبلاط الولي الإيراني الفقيه، حتى أن الحرس الثوري بات هو القيادة القومية الحقيقية، مأساة الحزب في العراق التي تسببت بها عائلة العوجة ومذبحة الحزب هناك عام 1979 تكررت فصولها في سوريا موطن ومولد البعث الذي كان في أيام الرومانسية وتمكن شبيحة القرداحة من مصادرة وإلغاء أي دور مفترض لكيان هش اسمه حزب البعث، تحول بحكم الواقع والضرورة وتطورات الأحداث لدمعة عابرة في تاريخ سوريا الطويل الحافل بملاحم متناقضة وبصور فظيعة لصراعات شرسة، لا دور لحزب البعث في تقرير مسارات الأحداث في الشام لكون الحزب مجرد هيكلية فارغة لا وجود حقيقيا له على أرض الواقع، وهو حزب قد مات وشبع موتا وتحول لمومياء محفوظة في متحف التاريخ الطبيعي للعصر الجوراسي الرومانسي العربي، وتشتت الرفاق الحائرون في منافي الأرض ومن بقي منهم يستعد لقبره.
أما قياداته التاريخية وكان آخرهم المفقود أو الراحل شبلي العيسمي نائب الأمين العام والذي كفر بالبعث أخريات أيامه بعد تجربته المرة في العراق فلم يرحموا شيبته وقاموا بخطفه من زحلة قبل سنوات قليلة رغم كهولته وأعوامه التسعين.
الانتهازي الحقيقي الذي ظل يلوك باسم حزب البعث وتذكره بعد طول غياب هو الجلاد بشار الأسد نفسه الذي تحول لغلام في بلاط الولي الفارسي الفقيه.. أما حزب البعث فلا تجوز عليه سوى الرحمة فاذكروا محاسن موتاكم! رغم أن ذلك الحزب لا توجد محاسن له!! ومن يذكر حسنة واحدة له فعليه بتذكيرنا إياها لكي نذكرها في ميزان حسناته المفترضة...