الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وأخيرا نطق كيري بالحقيقة

وأخيرا نطق كيري بالحقيقة

27.01.2014
اليوم السعودية


الاحد 26/1/2014
كانت تصريحات وزير خارجية النظام السوري قاسية بحق الإدارة الأمريكية، كانت إشارته إلى وزير خارجيتها منفرة، وغير واقعية، فقد كان وليد المعلم ولا زال مبهورا بقوة الأسد ومرعوبا منه، ومبهورا بقوة إيران وحزب الله، وأراد أن يتجاوز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أدرك أن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف2، ليست سوى محطة لرسائل سياسية وإعلامية ليس إلا، وهي لا تنبئ باتجاهات المؤتمر الحقيقية، لكن الحقيقة أن وفد الأسد كان ضعيفا، وكان مسكونا بالخوف، هدفه الرئيس ايصال المطلوب منه، دون إدراك حقيقي لإتجاهات السياسة الدولية حول سوريا.
تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، كانت واضحة هذه المرة، فكيف لمجرم حرب وإبادة السوريين أن يتحدث عن مواجهة الإرهاب، وكيف يضع السوريون الباحثون عن مستقبل لبلادهم أيديهم بيد من تلطخت يداه بدماء السوريين. كيري قال: بشار الأسد ارتكب جرائم حرب، وهو يمثل العقبة أمام السلام في سوريا، مثلما أكد احمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي أن هروب الأسد عن المفاوضات الحقيقية والجادة، يعني أنه سيواجه تهما بجرائم حرب، وهذا ما يجب أن يخرج به جنيف2، فإما حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، ولا وجود للأسد في مستقبل سوريا، أو الذهاب إلى المحكمة الدولية.
تصريحات جون كيري كانت مفحمة أيضا لسيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، الذي حاول التباكي على الأقليات في سوريا، حيث أكد كيري أن العالم سيحمي العلوين والأقليات المذهبية في سوريا، وأن المجتمع الدولي حريص على حماية مؤسسات الدولة السورية، أي أن تخرصات لافروف ليست في مكانها، وإن حدثت اساءة لهذه الأقليات فإنها تحدث لدواع وأسباب سياسية يقف خلفها الأسد وربما موسكو أيضا.
لقد كان كيري هذه المرة أكثر وضوحا مع إيران، التي حاول رئيسها في دافوس إظهار رغبة إيران في التصالح مع المجتمع الدولي، مؤكدا ان ما يهمنا ليس التصريحات، وإنما الأعمال الحقيقية التي تؤكد هذه الرغبة، وإذا كانت طهران صادقة في توجهاتها فإن عليها أن تتبنى إعلان جنيف1، ولعل سوريا ستكون محكا حقيقيا لمصداقية النظام الايراني الذي يحاول اللعب والدوران السياسي، خاصة وأن إيران معروف عنها دعمها للإرهاب والتطرف في المنطقة، وهي الممول الحقيقي لحزب الله ولحركة التمرد الحوثي، ولتنظيم داعش، وهي مسؤولة عما يعكر صفو الأمن والاستقرار في مملكة البحرين.
لقد قلنا سابقا ولاحقا إن الأسد ومخابراته هم من جلب الإرهابيين إلى سوريا، وهناك معلومات موثقة ودقيقة تفيد بأن الأسد عقد وعبر إيران صفقة مع التنظيمات المتطرفة، وتبناها بعد احتلال العراق، وذلك بتوافق وتواطؤ سوري مع ايران، وإنه مكن المتطرفين والارهابيين من الاقامة في سوريا بإشراف مخابراتي، لا بل وأشرف على ايواء عوائلهم؛ ليكونوا في خدمته مستقبلا، ليستخدمهم في مهمة الحرب الطائفية.
ولذا، فإن حرب المجتمع الدولي على الإرهاب، ليس فيها استعانة أو تنسيق مع الإرهابيين ممن تلطخت أيديهم في دماء السوريين، مستغلا كافة الأساليب؛ لضرب عوامل وحدة وتجانس وتسامح المجتمع السوري