الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وأماط حسن نصرالله لثامه المذهبي!

وأماط حسن نصرالله لثامه المذهبي!

27.05.2013
صالح القلاب


صالح القلاب
الرأي الاردنية
الاثنين 27/5/2013
لسنوات بقي الذين يرفضون العودة بالإسلام إلى عهود الفتنة والإحتراب والتآكل الداخلي يتحاشون الحديث، وإن بمجرد التلويح فقط، عن مذهبية حسن نصر الله وطائفية حزبه وذلك مع أنه أعلن مراراً أنَّه يفتخر بتبعيته لـ»الولي الفقيه» ومع أنه أرسل في فترة من الفترات أعداداً من مسلحيه إلى العراق ليزيدوا نيران الإقتتال المذهبي هناك إشتعالاً ومع أنه حشر أنفه وأنف حزبه في الشؤون الداخلية للبحرين وعلى أساس طائفي وخدمة للمشروع الإيراني في منطقة الخليج العربي وفي هذه المنطقة هذا المشروع الذي لا يراه ولا يدرك أبعاده ومراميه إلاَّ إما أعمى بصر وبصيرة أو متواطئ له إرتباطات مشبوهة.
قبل فترة برر حسن نصر الله إرسال مقاتلي حزبه إلى مناطق حمص وإلى دمشق وضواحيها بإدعاء «الدفاع» عن الشيعة في هذه المناطق وإدعاء حماية مقام السيدة زينب في ضواحي العاصمة السورية لكنه في خطاب أمس الأول «المُتلْفز» كالعادة غيَّر هذه المعزوفة وتخلَّى عن هذا المبرر غير المقنع إلى مبررٍ أشد مذهبية وأكثر طائفية وقال إنه لن يتخلى عن سوريا وأنه سيصنع الإنتصار لحلفائه السوريين :»الذين يقاتلون لإستعادة مناطق إستولت عليها المعارضة السورية المسلحة».
والأخطر في كل هذا الذي قاله هذا الرجل الذي يستحق أنْ يستبدل إسمه من حسن نصر الله إلى حسن عدو الله أنه دعا الذين يختلفون معه من الطائفة «السنية» أساساً وأيضاً من المسيحيين والدروز إلى تحييد لبنان والتقاتل في سوريا :»نجدد دعوتنا إلى تجنيب الداخل اللبناني أي صدام أو صراع.. نحن مختلفون على سوريا.. أنتم تقاتلون في سوريا ونحن نقاتل في سوريا.. فلنتقاتل هناك.. حيِّدوا لبنان.. لماذا نتقاتل في لبنان؟ فلنحيد لبنان عن القتال وعن الصدام وعن المواجهات الدامية»!!.
بعد الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق وعلى مواقع للفرقة الرابعة فوق جبل قاسيون أعلن حسن نصر الله أنه سيحصل على أسلحة نوعية متطورة من النظام السوري لـ»يكْسر» معادلة القوى في المنطقة ويبدأ حرب تحرير هضبة الجولان لكن ما أنْ نفذ الإسرائيليون هذه الغارة وفشل نظام بشار الأسد في إيصال هذه الأسلحة النوعية المتطورة إلى حليفه الطائفي والمذهبي حتى تخلى «سيِّد المقاومة»!! عن القتال في الهضبة السورية المحتلة واتجه إلى بلدة «القصير» تحت شعار، حسب ما جاء في خطابه أمس الأول، :إن هذه المعركة كما كل المعارك السابقة نحن أهلها ورجالها وصناع إنتصاراتها!!.
«الفتنة أشد من القتل»، صدق الله العظيم، وحقيقة أننا نعيش الآن فتنة جديدة كفتنة صدر الإسلام وكالفتنة التي أشعلها إسماعيل الصفوي بعد تحويل الطريقة الصفوية التي أسسها في أذربيجان صفي الدين أردبيلي إلى حركة سياسية ثم إلى دولة مذهبية عنوانها الوليُّ الفقيه أشعلت نيران حروب مدمرة حرقت أكباد المسلمين ومزقتهم شر ممزق ودمرت مدنهم وقراهم وخلفت كل هذه القيم الدينية المشوهة وكل هذه المفاهيم البائسة التي جددتها الثورة الخمينية وغدت دستوراً لحزب الله ولقائده الذي بقي يتلطَّى بـ»التقية» المعروفة إلى أنْ إنكشف على حقيقته وأماط اللثام عن وجهه الفعلي كما أماط الحجاج بين يوسف الثقفي لثامه وهو يعتلي منبر مسجد الكوفة ليقول :»انا إبن جلا وطلاع الثنايا....متى أضع العمامة تعرفوني».
لقد وضع حسن نصر الله عمامته وإنكشف على حقيقته بعدما بقي يرتكب الموبقات الطائفية من وراء تقيته المذهبية.. من مسؤولية حزبه، وفقاً للتحقيقات الدولية، عن إغتيال رفيق الحريري وآخرين، من المناوئين لإحتلال نظام حافظ الأسد ونظام ولده بشار، إلى إسناد مذهبيي العراق والتدخل في الشؤون العراقية الداخلية إلى إرسال «حشاشيه» إلى البحرين وإلى مصر وإلى إستكمال كل هذا بالتخلي عن «تقيته» والإنخراط في هذه الحرب الطائفية التي يخوضها هذا النظام «الأسدي» الطائفي وبدوافع مذهبية ضد أتباع المذهب السني الذين يشكلون غالبية أبناء الشعب السوري والذين وصفهم زعيم حزب الله الإيراني وليس اللبناني بأنهم :»شاقو صُدورٍ وقاطعو رؤوسٍ ونابشو قبور»!!.