الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وأين كانت "إنسانية" "الأسد"؟

وأين كانت "إنسانية" "الأسد"؟

09.02.2014
الوطن السعودية


السبت 8/2/2014
لماذا سمح نظام الأسد بفتح ممرات آمنة لحمص التي يحاصرها منذ 600 يوم، قبل 72 ساعة فقط من انعقاد الجولة الثانية من "جنيف2"؟ أين كانت إنسانية الجزار قبل قرابة السنتين؟ بل أين كانت إنسانيته منذ أيام الجولة الأولى لمؤتمر السلام الدولي حول سورية؟
الواضح أن هذه الحلحلة الخجولة في موقف الأسد، لا تتجاوز أمرين اثنين؛ الأول: رضوخ نظام دمشق للضغوط الأميركية، والثاني: ما يمكن أن يعبر عنه بأنه حالة هروب إلى الأمام استعدادا لاستئناف مفاوضات "جنيف2" التي ستعقد بعد غد الاثنين.
أكبر دليل على أن سماح نظام دمشق بفتح ممرات آمنة إلى حمص المحاصرة، لا علاقة له بأي جانب إنساني إطلاقا، الحملة التي شنتها قوات النظام طيلة أيام انعقاد مؤتمر جنيف2 في جولتها الأولى على المدينة، إذ إنه في الوقت الذي كان وفده المترهل يماطل خلال جلسة مناقشة الوضع الإنساني بحمص، ولا يستجيب لأي طلب فوري لرفع المعاناة الإنسانية عن سكان حمص القديمة، واصل طيران النظام إمطارها بكميات ضخمة من البراميل المتفجرة، والضحايا كالعادة أطفال ونساء وشيوخ.
يتعين على المجتمع الدولي، وتحديدا عند بدء الجولة الثانية لمؤتمر جنيف2، ألا يتعامل مع وفد نظام بشار الأسد على أنه حقق انتصارا كبيرا لصالح الوضع الإنساني في حمص؛ ذلك أن افتراض حسن النية بخطوة الأسد تلك، يعني أن المجتمع الدولي لم يتعلم طيلة سنوات الأزمة الثلاث من أسلوب إدارة الأسد للأزمة الذي يعتمد على المراوغة والمماطلة والتسويف والتجاهل، وما عدم التزامه بالتخلص من الأسلحة الكيماوية حتى الآن رغم اقتراب حلول الاستحقاق الزمني، إلا أكبر دليل على ذلك.
كثيرة هي المرات التي ضحك فيها نظام الأسد على المجتمع الدولي، وكثيرة هي المراوغات التي حاكها "مجرمو الحرب الجدد" ونجحوا في تمريرها على الأسرة الدولية. ولعل من نافلة القول التأكيد على أن غياب حزم الأمم المتحدة والقوى العظمى تجاه الأزمة السورية كان سببا رئيسا في استمراء النظام تجاوزاته وضربه بالتحذيرات التي تنطلق من هنا وهناك عرض الحائط.