الرئيسة \  تقارير  \  واشنطن بوست: علينا ترتيب بيتنا الداخلي قبل تعليم العالم الديمقراطية

واشنطن بوست: علينا ترتيب بيتنا الداخلي قبل تعليم العالم الديمقراطية

11.12.2021
زياد الأشقر


الاماراتية 24
الخميس 9-12-2021
تستعد الولايات المتحدة لمؤتمر قمة الديمقراطية الذي ينطلق اليوم ويستضيفه الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت يشهد فيه العالم تراجعاً للديمقراطية في بلدان عديدة، بما فيها أمريكا.
ألا يجب علينا (نحن الأمريكيين) ترتيب بيتنا الداخلي قبل إخبار الآخرين بما يجب عليهم فعله؟ويلفت الصحفي ماكس بوت في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن تاريخ الولايات المتحدة الحديث يدفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت واشنطن تملك المكانة والقدرة اللازمتين للدفاع عن الحرية والديمقراطية في بلدان أخرى.
وقال بوت إن دعم الديمقراطية أصبح رديفاً للتدخلات العسكرية الأمريكية الفاشلة في كل من أفغانستان والعراق. كما شوّهت ممارسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صورة الديمقراطية الأمريكية في الداخل، منها رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ودوره في تحريض جموع من المحتجين العنيفين على اقتحام مبنى الكونغرس.
الكفاءة
ورأى الكاتب أن مشكلة الولايات المتحدة لا تقتصر على تراجع الديمقراطية فحسب، بل إن أمريكا باتت تفتقر للكفاءة مؤخراً، الأمر الذي يجعل ديمقراطيتها تبدو غير فعالة، مشيراً إلى أن عدد الوفيات في أمريكا جراء وباء كورونا هو الأعلى في العالم، حيث حصدت الجائحة أرواح نحو 800 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد، وهو عدد كبير مقارنة بعدد الوفيات المعلن عنه في الصين، منشأ فيروس كورونا، والذي لا يتجاوز 5 آلاف وفاة .
وكان الكاتب أمل قبل عام في أن تساهم قيادة الولايات المتحدة لجهود تطوير وتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في ترميم صورتها على المستوى الدولي. لكن أمريكا متأخرة مقارنة بعشرات البلدان الأخرى في ما يتعلق بنسبة السكان الذين تلقوا اللقاحات المضادة للوباء، إذ تمكنت الصين من تطعيم 79% من سكانها في حين لا تتجاوز نسبة التطعيم في أميركا 60% فقط من الأمريكيين
 
ولم يستغرب الكاتب نتيجة استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث أظهر أن نسبة المشاركين الذين أعربوا عن ثقتهم بالولايات المتحدة كنموذج يحتذى به في مجال الديمقراطية لم تتجاوز 17% فقط ممن شملهم الاستطلاع الذي أجري في 16 دولة ديمقراطية.
ترتيب البيت الداخلي
وأشار بوت إلى أنه بالنظر إلى التطورات المحبطة، فإنه من الطبيعي أن يتساءل العديد من الناس عن سبب استضافة بايدن قمة الديمقراطية في المقام الأول.وتساءل الكاتب: "ألا يجب علينا (نحن الأمريكيين) ترتيب بيتنا الداخلي قبل إخبار الآخرين بما يجب عليهم فعله؟!".
وقال إن على الولايات المتحدة أن تعمل على تعزيز ديمقراطيتها، كما إنه من الضروري أن يمرر الكونغرس الأمريكي تشريعات تتعلق بحقوق التصويت، مضيفاً: "لكن لا يمكننا تحمل تبعات التخلي عن قيادة العالم حتى نطبق كل (القيم) التي نبشر بها على نحو مثالي".
وخلص الكاتب إلى أن قمة الديمقراطية التي ستكون جلساتها افتراضية لن تكفي وحدها لتغيير نتيجة الصراع القائم من أجل الديمقراطية، لكنها على الأقل -حسب رأيه- تعد مؤشراً على أن الولايات المتحدة تقف من جديد في المربع الصحيح.