الرئيسة \  تقارير  \  واشنطن بوست: قضية المناخ.. نحتاج إلى الجري بسرعة ولكن دون خوف

واشنطن بوست: قضية المناخ.. نحتاج إلى الجري بسرعة ولكن دون خوف

07.11.2021
الجزيرة


الجزيرة
السبت 6-11-2021
يشير مقال فريد زكريا في واشنطن بوست (Washington Post) اليوم إلى أن هناك بعض الأخبار الجيدة على جبهة المناخ، حيث أعلنت هذا الأسبوع نحو 100 دولة عن اتفاقية لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030، مما يسد فجوة صارخة في سياسة المناخ.
كما توصلوا إلى اتفاق عام لإنهاء إزالة الغابات في الإطار الزمني نفسه، بما في ذلك التعهد بأموال لدعمها. علما بأن إزالة الغابات ينتج عنها نحو 10% من انبعاثات الكربون في العالم.
وقد التزم القطاع الخاص بمواءمة 130 تريليون دولار مع هدف صافي الانبعاثات الصفرية في استثماراته بحلول عام 2050، في محاولة للحد من ظاهرة الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.
وذكر الكاتب أن التوجهات التكنولوجية الإيجابية تتسارع أيضا، وأشار إلى أنه بين عامي 2009 و2019 انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 89% و70% على التوالي. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية انخفضت أسعار بطاريات الليثيوم أيون بحوالي 97%. وبفضل الطاقة النظيفة والكفاءة أصبح من الممكن الآن للبلدان أن تنمو اقتصاداتها دون زيادة انبعاثات الكربون.
ومع ذلك يرى زكريا أن هذا لا يكفي وأننا بحاجة إلى أن تنخفض الانبعاثات كثيرا، وليس مجرد البقاء ثابتة، وأننا لسنا على المسار الصحيح لحدوث ذلك. وحتى إذا نفذت جميع البلدان الالتزامات الواردة في اتفاقيات باريس -ومعظمها لم تفعل- فسيؤدي ذلك إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 7.5% فقط بحلول عام 2030. إذ يتفق الخبراء على أننا بحاجة إلى خفض هذه الانبعاثات بنحو 55% بحلول ذلك التاريخ لمجرد الحفاظ على ارتفاعات درجات الحرارة تحت 1.5 درجة مئوية.
يتفق الخبراء على أننا بحاجة إلى خفض هذه الانبعاثات بنحو 55% بحلول 2030 لمجرد الحفاظ على ارتفاعات درجات الحرارة تحت 1.5 درجة مئوية
وأشار إلى الصعوبة البالغة في تقليل انبعاثات الكربون، لأن الأمر يتطلب تحولا في كل جانب من جوانب النشاط الاقتصادي البشري تقريبا، من السيارات التي نقودها إلى الإسمنت المستخدم للبناء إلى الحرارة التي نستخدمها في منازلنا إلى الطعام الذي نأكله. وأكد أهمية الحاجة إلى طريقة عقلانية للتفكير في سياسة المناخ، طريقة لا تجعلنا خائفين للغاية من العمل ولا راضين للغاية عن الوقوف مكتوفي الأيدي.
ويعتقد الكاتب أنه وجد أفضل دليل منفرد في كتاب جديد بعنوان "السرعة والمقياس: خطة عمل لحل أزمتنا المناخية الآن" “Speed & Scale: An Action Plan for Solving our Climate Crisis Now”، للمؤلف جون دوير، وهو رأسمالي مغامر أسطوري كرس سنوات للنشاط المناخي.
وذكر أن الكتاب يحدد خطة واضحة وسهلة الوصول وقابلة للتنفيذ لبلوغ صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. واستنادا إلى خلفية أعماله، يحدد دوير المناطق المستهدفة لخفض الانبعاثات، مثل إزالة الكربون من شبكة الكهرباء وحماية الطبيعة، ويقدر العائد المتوقع لكل هدف.
ويذهب دوير إلى ما هو أبعد من العلم، ليحدد السياسات المطلوبة في كل مجال وقوة التحركات لتبني تلك السياسات. ويذكرنا بكيفية تضافر السياسات والإبداع والاقتصاد معا لإنشاء صناعة الألواح الشمسية التي تجتاح العالم الآن.
فقد نجح السياسي الألماني هيرمان شير في تمرير تعريفة تشجيعية دخلت حيز التنفيذ في عام 2000، والتي دفعت إعانات لتركيب الألواح الشمسية في المنازل. وبدأ رواد الأعمال في القطاع الخاص في الابتكار والتوصل إلى لوحات أفضل وأرخص. ثم قررت الحكومة الصينية تمويل هذه الصناعة الوليدة. والنتيجة هي أنه بين عامي 2010 و2020، انتقل العالم من 40 غيغاوات من الطاقة الشمسية المركبة إلى 700، بزيادة تقارب 1700%.
وخلص الكاتب إلى أننا بحاجة إلى تبني المئات من هذه الجهود، من جميع الأنواع، طالما أنها تخفض الانبعاثات. فسنحتاج إلى الغاز ليحل محل الفحم في البلدان النامية. وسنحتاج إلى بعض الطاقة النووية لأنها مصدر انبعاثات صفرية دائمًا، فضلا عن الحاجة إلى كفاءة طاقة أكبر بكثير في كل مكان.