الرئيسة \  واحة اللقاء  \  واشنطن خذلت الإبرهيمي من أجل "الائتلاف" وموسكو لتمارين عملية للمتفاوضين

واشنطن خذلت الإبرهيمي من أجل "الائتلاف" وموسكو لتمارين عملية للمتفاوضين

09.11.2013
خليل فليحان


النهار
الجمعة 8/11/2013
خذلت الولايات المتحدة الاميركية وروسيا المبعوث الاممي والعربي الأخضر الابرهيمي، وامتنعتا عن تعيين موعد لعقد مؤتمر جنيف – 2 قبل اجتماع المعارضة غداً السبت في اسطنبول كما كان مقرراً. ويعود طابع العجلة التي ارادها الديبلوماسي الجزائري الى ان التجربة علمته الافادة من الحد الأدنى من التفاهم الذي يمكن ان ينشأ في محاولة لتغيير المشهد الدموي الذي تعيشه سوريا منذ نحو 30 شهراً.
 
وأفادت "النهار" مصادر ديبلوماسية تنتمي الى كلا الدولتين العملاقتين راعيتي المؤتمر، ان الابرهيمي تسرع، وهو يسعى بعدما وصل الى حافة الاعتذار في المهمة المزدوجة المكلف القيام بها بفعل العقبات الكأداء التي واجهها، الى تحقيق تقدم ما، ويطمح الى قرار لوقف النار بين الطرفين المتقاتلين، لكنه لم يدرك ما اشتهته سفنه لأن كلاً من الراعيين الاميركي والروسي له حساباته الخاصة بهذه الحرب السورية المعقدة والطويلة وفق تقديرات تلك المصادر.
وأشارت الى أن الابرهيمي قبل على مضض عدم تعيين موعد لجنيف – 2، وهذا هو التأجيل الثالث، لأن الموعد الاول لانعقاده كاد ان يكون في أيار الماضي في ختام اجتماع وزيري الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف، وفقاً لما شرحه الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة الى اجتماع جنيف السفير جيفري فيلتمان. وتابع ان الثاني كان يجب ان يتم في حزيران الماضي، والثالث في تشرين الثاني، وكان المبعوث المشترك للمنظمة الدولية ولجامعة الدول العربية يطمح الى تحديد موعد لانعقاد جنيف – 2 في 23 من الشهر الجاري او 24 منه، لعلّ القتال بين الاطراف المتصارعين على الساحة السورية يتوقف بموجب وقف النار.
ولفتت المصادر الى ان رئيسة الوفد الاميركي، نائبة وزير الخارجية الاميركي ويندي شنايدر كانت وراء التأجيل لوقت طويل يقارب الشهرين تقريباً، وفق ما هو متداول، على الرغم من عدم تحديد الساعة الصفر لانعقاده. وبررت عدم الانعقاد وفقاً لما كان متوقعاً، بأن بلادها ترمي بهذا التأجيل الى اعطاء "الائتلاف" فرصة كافية لتحضير جنيف – 2 وانجاحه، لأن واشنطن ملتزمة ذلك، وفي هذه الفترة الفاصلة يمكنها ان تتدرب لتحقيق لهذا الهدف.
وذكرت أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اشار الى أن بلاده تبذل الجهود لحل "المسائل التنظيمية الرامية الى التئام جنيف – 2. وأعرب عن تمنياته بحل كل ما هو عالق من مشاكل في أقرب وقت من أجل التئام المؤتمر.
واسترعى انتباهها ما اقترحه بوغدانوف بعد التأجيل الطويل نسبيا في نظر بعض المشاركين في اجتماعي جنيف، باستضافة موسكو وفدين مفاوضين، الاول يمثل النظام والثاني المعارضة بشكل غير رسمي في محاولة لانشاء اجواء ثقة بين الطرفين. وأبلغ الديبلوماسي الروسي ان هذا النوع من التجربة لن يفضي الى اتفاق معين. ولم يخف انه عقد اجتماعات مع عدد من التنظيمات المعارضة وحاورها حول المفاوضات وما يمكن ان تتمخّض عنه.
وشدد المجتمعون في جنيف، سواء في الجلسة المختصرة او الموسعة، على أهمية توفير ممرات انسانية آمنة لايصال المساعدات الانسانية من غذائية وطبية.