الرئيسة \  واحة اللقاء  \  واشنطن.. هل تصحح أخطاءها في المنطقة؟

واشنطن.. هل تصحح أخطاءها في المنطقة؟

06.11.2013
الوطن السعودية


الثلاثاء 5/11/2013
أدركت واشنطن أن سياساتها تجاه المنطقة، في الأشهر الماضية، انحرفت عن مسارها الصحيح، وهي الآن تريد العودة إلى هذا المسار الذي ضيعته، منذ أن اختزلت الأزمة السورية في السلاح الكيماوي، وأدارت ظهرها إلى مصر، وعمدت إلى التقارب مع طهران، على حساب أمن الشرق الأوسط بأكمله.
مواقف المملكة، الداعمة للقضية الفلسطينية، وللمعارضة السورية، والمساندة للشعب المصري وحكومته الانتقالية بعد الـ30 من يونيو، وسعيها إلى تطبيق بنود "جنيف1"، ورفضها عضوية مجلس الأمن، كان لها تأثيرها على السياسة الدولية، وعلى واشنطن تحديدا، لتعيد النظر في الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها، وتعمد إلى تصحيحها. الخلافات التي طرأت بين الرياض وواشنطن في الأشهر الماضية كان مردها إلى انحراف السياسة الأميركية في المنطقة. أما سياسة المملكة فواضحة في هذا الشأن، تحجيم الدور الإيراني وعدم منحه الفرصة لامتلاك السلاح النووي، وإنهاء الأزمة السورية، ودعم الحكومة الانتقالية في مصر.
وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل، أوضح في لقائه أمس مع نظيره الأميركي جون كيري، أنه يتفهم المفاوضات من أجل حل الأزمة السورية، لكنه لا ينبغي لهذه المفاوضات أن تطول، على حساب الشعب السوري، أما عن إيران، فقد أوضح الفيصل "أنها الآن في اختبار نوايا، ولإثبات صحة نواياها لا بد أن تخرج من سورية".
أمر آخر مهم أوضحه الفيصل، وهو أن التدخل في سورية من أجل إنقاذ أرواح الشعب بات خيارا أخلاقيا، وهذا التدخل بالطبع مسؤولية المجتمع الدولي، فقد فقدت سورية أكثر من 140 ألف إنسان منذ اندلاع الثورة المطالبة برحيل الأسد، إضافة إلى نزوح الملايين لدول الجوار.
يبدو أن الإدارة الأميركية أدركت أخطاءها الاستراتيجية في المنطقة، وأنها الآن تبادر إلى تصحيحها، فقد صرح كيري بأنه لا توجد خلافات بين المملكة والولايات المتحدة بشأن سورية، فالأهداف مشتركة، وأن واشنطن لن تبقى "مكتوفة الأيدي" تجاه الأزمة السورية، وأن أميركا ستدعم المعارضة الوطنية.
ويبقى العمل على إنهاء الأزمة السورية، سواء من خلال "جنيف2"، أو أي خيار آخر يطرأ، هو الامتحان الحقيقي لمصداقية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وذلك بسبب الأوضاع في المنطقة، فإن فشلت الولايات المتحدة والمنظمات الدولية في حل الأزمة السورية، فإن تاريخا جديدا في السياسة الدولية سيكتب، ولكن الثمن قد يكون باهظا.
لا مفر إذا من إنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت.