الرئيسة \  واحة اللقاء  \  واشنطن وباريس .. التصريحات لا تكفي

واشنطن وباريس .. التصريحات لا تكفي

02.06.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاحد 2-6-2013
لا تكفي التصريحات من قبل واشنطن وباريس بأنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة، فالأقوال إن لم تقترن بالأفعال تبقى مجرد كلام لا يقدم أو يؤخر على الواقع بالنسبة للشعب السوري، مع استمرار الحماية الروسية للأسد وإصرار موسكو على إرسال الأسلحة لنظامه، وبالتالي استمرار القتل والتدمير على امتداد مساحة سورية.
لقد أصاب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري عندما قال أول من أمس في مؤتمر صحفي "إن الأسد لن يكون جزءا من العملية الانتقالية"، لأن ذلك هو ما سوف يكون وفق كل مؤشرات الثورة السورية، لكن الأسد وروسيا لا يعترفان بهذه الحتمية، ولذلك فإن استكمال كيري عبارته بالقول "موسكو جادة بشأن الدفع بعملية السلام في سورية" لا يتطابق مع مجريات الأمور على الأرض أو مع التصريحات الروسية التي تصر على بقاء الأسد، أو مع استقواء الأسد بروسيا وإصراره على البقاء في نظام متهالك لم يعد يسيطر إلا على القليل من مساحة الدولة.
إلى ذلك، يأتي تأكيد كيري على أن "أفضل فرصة لإنقاذ سورية هي الحل السلمي الذي سينتج عن عملية منظمة، مثل مؤتمر جنيف 2"، غير متناسب مع تصريحات الأسد والمسؤولين الروس، فالأسد أعلن أن نتائج المؤتمر غير ملزمة له، وأنه سيطرحها على الشعب في استفتاء، ومن ثم يقرر التطبيق من عدمه. أما روسيا فتهاجم المعارضة وتتهمها بتعطيل إنهاء الأزمة، وتدافع عن النظام وتسلحه، وتقتل فرص التوافق والسلام.
وبالعودة إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر أصدقاء سورية الأخير بالأردن منذ حوالي عشرة أيام، نجده يتقارب مع الموقف الأميركي الأخير، حين قال "إن الأسد يجب أن يسلم السلطة التنفيذية إلى حكومة انتقالية، ستكون لها السلطة التنفيذية الكاملة في البلاد". وهذا يعني أن مواقف القوى الكبرى، عدا روسيا، بدأت تتقارب بما يخص مصير الأسد، والمطلوب هو الضغط لتكون تلك المواقف نافذة ولا مجال لتغييرها إرضاء لروسيا على حساب دم السوريين.
ويبقى السؤال: هل الولايات المتحدة وفرنسا قادرتان على التأثير، بحيث يعقد مؤتمر جنيف 2 تحت عنوان مرحلة ما بعد الأسد، أم يجهض المؤتمر قبل انعقاده بضغط روسي يبقي على الأسد في السلطة، لتستمر الأزمة؟