الرئيسة \  واحة اللقاء  \  واشنطن وموسكو والسيطرة على الفوضى الإقليمية!

واشنطن وموسكو والسيطرة على الفوضى الإقليمية!

24.10.2015
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الخميس 22/10/2015
ليس من السهل فهم معادلات الصراع الأميركي - الروسي في العراق وسوريا، وتداخلاتها مع القوى الإقليمية الإيرانية - التركية - السعودية ونغفل هنا الإسرائيلية لأسباب سترد. وتصبح المعادلات وتداخلاتها أصعب حين نتأكد أن البلدين العراق سوريا لا تحملان مواصفات الدولة التي تسيطر على الأرض، وتتمتع بولاء الشعب ووحدته الروحية والمادية.
الآن يتفق الأميركيون والروس على اقتسام الأجواء السورية والعراقية، فصراعهما محكوم بعدم الصدام بينهما، طالما أن هناك وسائل محلية وإقليمية. ونلاحظ أن النشاط العسكري الوحيد لكليهما هو سلاح الجو. فهناك قاعدتان أميركيتان في العراق، وقاعدة روسية في اللاذقية. ويتمتع الأميركيون بمواقع أكثر وأهم في انجرليك بتركيا.. وقواعد أخرى كثيرة في قطر وعُمان وعلى حاملة الطائرات المرابطة في الخليج أو في المتوسط. ويمكن أن نذهب أكثر في فهم "الصراع المحكوم" حين نفهم السبب الذي دعا المخطط الأميركي إلى سحب صواريخ باتريوت من انجرليك، واحلال طائرات مختصة بالتدمير الأرضي لسلاح الدروع.
لقد ناورت إيران بدعوتها لسوريا وروسيا والعراق إلى تشكيل قيادة موحدة مركزها بغداد. لكن الجنرال ألن الذي يدير أزمة البلدين إلى بغداد ووبخ العبادي بتهديده بوقف عمليات التحالف الجوية، ووقف التأييد السني لحكومته والتأييد الكردي، والتهديد بالأهم وهو وقف أية قروض من الصناديق الدولية.. فالدولة مفلسة. وتوقفت المناورة الإيرانية لأن البيت الشيعي لم يعد واحداً، كما كثُرت تهويمات المرجعية كل يوم جمعة.
والحل مهما بدت الصورة معقدة يبقى أميركي – روسي، فأميركا تسيطر الآن على امتداداتها الإقليمية، التركية المفتوحة الشهية لمقايضة أوروبا باللاجئين السوريين وغير السوريين، والسعودية المُنشغلة باليمن. وسيتولى الروس السيطرة على التدخل الإيراني في سوريا (ولبنان..وهنا يبرز دور إسرائيل الإقليمي).. إما أن يبقى الأسد، أو يذهب، فهذه تسلية إعلامية هدفها اشغال المشاهد العربي بالتفصيلات. وقد كان الروس أكثر وضوحاً حين قالوا بوضوح: نحن لا ندافع عن الأسد، وإنما عن مصالحنا.
تفكيك الخليط الكيميائي إلى عناصره الأولية، تسهّل مهمة الطلاب في فهم المعادلة، فالروس والأميركيون لن يسمحوا لأحد بالخروج على خرائطهم الجيوسياسية..مهما علت الأصوات.