الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : تصريح أمريكي على الموجة اف. ام

وجهة نظر : تصريح أمريكي على الموجة اف. ام

28.10.2021
زهير سالم



زهير سالم*

نقلا عن فاينشال تايم، مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه، يعني صار الخبر على ذمة الصحيفة، وهي مشهورة بالثقة:
يقول المسؤول الغائب أو المغيب، في تصريح يختلف عن التصريحات السابقة، ويوحي أن بعض الساسة العرب فهموا موقف الرئيس بايدن خطأ، يقول المسؤول الأمريكي: لن نطبع مع الأسد، هذا واحد. ولم نأمر أحدا بالتطبيع، هذا اثنان. ولم نسمح لأحد به، هذا ثلاثة. وسنفرض عقوبات جديدة على الأسد، هذا أربعة. وقد تطال هذه العقوبات المتعلقة بقانون قيصر، بعض المطبعين، وهذا خمسة. وفي عيون الشيطان..
رأيكم المسئول الأمريكي الذي رفض ذكر اسمه كان يتحدث في الليل أو في النهار؟؟
ذلك أننا سمعنا من الولايات المتحدة كلاما كثيرا على موجات أخرى. لماذا كل الرؤساء الأمريكيين دائما مترددين وملخبطين في الشأن السوري، مثل التلميذ الذي لم يحفظ درسه، فيظل مترددا، مرة يقدم ومرة يؤخر ، ومرة يخلط بين الألوان فيكون أحمره أزرقا لا زورديا !! هل يعقل أن الساسة العرب بمن فيهم نحن ، لم يفهموا الموقف الأمريكي بطريقة صحيحة ، وكل العرب يا حبة عيني ، يقرؤون الموقف الأمريكي رأسا لقدم، ووجها لبطن، ويقلبونه على وجوه الدلالة الأربعة: دلالة الظاهر ، ودلالة النص ، ودلالة المخافلفة لو احتملها الكلام ، ودلالة الشرط وجواب الطلب ..
الساسة العرب لم يفهموا !! أو سلم الصول الأمريكي يخلط بين الصاعد والنازل، فلا تميز أذن السامع القمة من القرار ...!!
وعودا كثيرة، نسمعها من متحدث ثم تلغيها متحدثة وهذا أنكى!! وكلما قال لها قائل كما قال الأول :
فقلتُ الوعدَ سيدتي فقالت... كلام الليل يمحوه النهار !!
وقوله: فقلت: الوعدَ ، على تقدير فعل محذوف : أسألك الوعدَ أو انجزي الوعد، فهو على كلا الحالين مفعول به. مثل حال العرب الموعدين المستضعفين...!!
اولمشكلة في كلام الأمريكيين إنه لا بد أن يقال: إما في ليلهم، أو في ليلنا، فهو دائما ككلام العشاق في حال السكر قابل للمحو ، لا ينشر ولا يحفظ.
ولعل من أبدع آيات الإعجاز القرآني أن ربنا ما تحدث عن العذاب يشمل أهل الأرض، أو عن الساعة ، إلا وقال: ليلا أو نهارا ، لأنه لو قال أحدهما، وقد علمنا أن الأرض تكون في ليل ونهار في نفس الوقت، لزئر علينا المبطلون...وأو في قوله : ليلا أو نهار بمعنى الواو ، وبه نطقت العرب.
لندن: 20 ربيع الأول/ 1443
27/ 10 / 2021
____________
*مدير مركز الشرق العربي