اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ وجهة نظر حول مؤتمر ماسوتشي
وجهة نظر حول مؤتمر ماسوتشي
08.11.2017
د. محمد أحمد الزعبي
1. إن دعوة ( روسيا بوتن ولافروف ) ، في أعقاب أستانا 7 مباشرة ، كلا من المعارضة والموالاة في سوريا الى مؤتمر" للحوار الوطني " (!!) بتاريخ 18.11.2017 ، في منتجع ما سوتشي على البحر الأسود ، حيث الراحة والأمن والأمان ، وحيث الإطمئنان بأن طائرات السوخوي لن تقصفهم خلال انعقاد هذا المؤتمر . إن هذه الدعوة لهذا المؤتمر ( مؤتمر شعوب سوريا !! ) إنما يمثل برأينا التفافاً روسياً ( بوتن ) سوريا ( بشار ) مشتركا ، ليس على " جنيف " بصورة عامة ، كما يحلو للبعض أن يغرد ، وإنما على "جنيف 1 " ( مقترحات كوفي عنان ) بصورة خاصة . وتحديداً على موضوعة " هيئة الحكم " البديلة لبشار الأسد ، المقترحة من قبل كوفي عنان .
2. لا نشك في أن كم وكيف المدعوين والمدعوات الى هذا المؤتمر( 1500 شخص ، يمثلون ٣٣ مجموعة من كل من النظام والمعارضة ) قد تم اختيارهم من قبل تحالف بوتن بشار ديمستورا من لون سياسي متقارب ، إن لم نقل واحداً ، بما يجعل نقاشات وبالتالي قرارات هذا المؤتمر لاتخرج على ماتم الإتفاق عليه مسبقاً بينهم ، من حيث أن يكون كافة هؤلاء المدعوين والمدعوات جاهزين للتصفيق الحاد ولرفع اليدين الإثنتين بالموافقة على الدستور الروسي ـ السوري الجديد الذي سبق أن قدمه بوتن لوفد المعارضة في أستانا ، ولكن المعارضة وضعته يومها على الرف ، باعتبار أن الدستور السوري الذي تريده المعارضة الوطنية هو ذلك الذي يضعه السوريون بأنفسهم ولأنفسهم وليس غيرهم ، ولا سيما إذا كان هذا الغير هو من يحتل بلدهم ، وهو من ساهم بتدمير مدنهم وقراهم ، ولا سيما مدينة حلب الشهباء ( غروزني سوريا )، وهو من قتل عشرات الآلاف من نسائهم وشيوخهم وأطفالهم ..
3.إن أغرب مالفت نظري في صيغة الدعوة (الروسية ) لهذا المؤتمر( السوري ) أمران ، أولهما ، استخدام مفهوم " شعوب سوريا " بدل " الشعب السوري ، وثانيهما ، التهديد المعلن للجماعات التي يمكن أن تختار مقاطعة المؤتمر، في أنها تخاطر بتهميشها مع تقدم العملية السياسية (!!) ، وسوف تجد نفسها بالتالي قد باتت خارج العملية السياسية . إن مثل هذا التهديد الشخبوطي ( حسب المرحوم ياسين الحافظ ) ، لايصدر إلاّ عن ديكتاتور يتحدد فهمه السياسي بطول يده / سوطه ولسانه / الكذب . إن تهديد بوتن ولافروف لمن يختار مقاطعة المؤتمر بالتهميش والحرمان من دخول جنة أستانا مستقبلاً ( أستانا 8 فما فوق )، إنما يدل دلالة واضحة على أن بشار الأسد قد باع سوريا ( وطننا الحبيب ) بشراً وحجراً وشجراً إلى ولي أمره بوتن ، المحتل وقاتل الأطفال ومدمر المدن على رؤوس سكانها من المدنيين العزل ، فهل نحن ياترى أمام " وعد بلفور " جديد ؟! أعطى فيه من لايملك من لايستحق (!!) .
وفيما يخص مفهوم " شعوب سوريا " ، أنقل من مقالة سابقة منشورة لي ، المقطع التالي المتعلق بهذا الموضوع تحديداً . سوريا ، شعب واحد أم شعوب متعددة ؟ :
(( في مؤتمر للمعارضة عقد في القاهرة بإشراف مشترك من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في الفترة من 2 إلى 4 تموز / يوليو عام 2012 ، تحضرني في إطار هذه الخاطرة ، حيث كنت مشاركاً في هذا المؤتمر، حادثة الانسحاب الجماعي للإخوة الكورد من إحدى الجلسات عندما طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي ، تبديل تعبير " الشعب الكردي" بصيغة أخرى ، موضحاً أن اختصاصه الأكاديمي هو " القانون الدولي" ، ووفقاً لهذا القانون فإنه لايمكن أن يكون في سوريا سوى شعب واحد هو الشعب السوري وأن بقية المكونات ، بمن فيهم الكرد هم جزء من هذا الشعب ، أي أنه لا يجوز تسمية الجماعة الكردية السورية ب " الشعب الكردي " الى جانب "الشعب السوري " ، وهذا هو ما دفع بإحدى الفصائل الكردية المشاركة في المؤتمر الى مغادرة القاعة بصورة جماعية ، قبل آن يتم إقناعهم بالعودة في إطار النص التوافقي التالي كما ورد في " وثيقة الوفاق الوطني " التي صدرت عن المؤتمر بتاريخ الرابع من تموز 2012 :
ـ (( تقر الدولة السورية بوجود قومية كردية ضمن أبنائها وبهويتها وحقوقها القومية المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة الوطن السوري . وتعتبر القومية الكردية في سوريا جزءا أصيلا من الشعب السوري. كما تقر الدولة بوجود هوية وحقوق
. قومية مماثلة للقوميتين السريانية الآشورية والتركمانية السوريتين وتعتبران جزءا أصيلا من المجتمع السوري )) .
4. من استعراضنا لقائمة ال 33 مجموعة سياسية واجتماعية مدعوة لحضور هذا المؤتمر يتبين استبعاد جماعة " الإخوان المسلمين " من هذه القائمة . وحسب تقديرنا الشخصي فإن هذا الاستبعاد لم يكن بسبب معرفة السيد بوتن ( ربما ) ، بأن هذه الجماعة قد لا تحضر مثل هذه المؤتمرات حتى لو دعيت ، وإنما قبولاً بتوصيف بشار الأسد لهم ( الإخوان ) بأنهم "جماعة إرهابية "، وذلك إرضاء لجهات عربية وغربية معروفة (!!) . إن توجيه الدعوة ل " الإئئلاف "
الذي يرأسه السيد رياض سيف ، والذي يشارك فيه بعض الإخوان أو المحسوبين على الإخوان
لايعني أن هذه الدعوة موجه إلى الإخوان ، سواء كحزب ( حزب العدالة والدستور) ، أو كجماعة
( جماعة الإخوان المسلمين ) ، كما خيل إلى البعض .
5. بحدود علمي أن بشار الأسد متمسك حتى النخاع بكونه رئيساً (شرعيا!!) للجمهورية العربية السورية ، والتي تمثل الشقة المفروشة التي ورثها عن أبيه ، على حد تعبير المرحوم نزار قباني ( هذي البلاد شقة مفروشة ، يملكها شخص يسمى عنترة ) ، فهل تنازل عنترة ياترى عن كرسيه المخملي لسيد الكرملين بوتين ، الأمر الذي سمح لهذا البوتن بأن ، يدعو من يشاء ، لما يشاء ، الى حيث يشاء ، متى يشاء ، وكيف يشاء ، مع أن سيادة الوريث مايزال ( نظرياً على الأقل ) على رأس عمله السيادي (!!) .
6. إن زيارة بعض أطراف المعارضة السورية ، وبعض الزعماء العرب لعاصمة الاتحاد السوفييتي السابق " موسكو " لا يعطي لا لبوتن ولا للا فروف الحق في أن يتصرفا كما لو أن سوريا أصبحت جزءا من الاتحاد الروسي . لا ثم لا ياسيد بوتن وياسيد لافروف ، فسوريا هي سوريا وروسيا هي روسيا ، إن العلاقات الودية بين الشعوب والدول لاتلغي الهويات الوطنية والقومية بين هذه الدول والمجتمعات ، حتى في حال اختلاف توازن القوة بينها .