الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وجوب توصّل "جنيف 2" إلى حلّ سلمي

وجوب توصّل "جنيف 2" إلى حلّ سلمي

18.01.2014
كلوفيس مقصود


السفير
الجمعة 17/1/2014
ينبغي على النظام السوري والمعارضة السورية والعالم الإفادة من الفرص التي يقدّمها مؤتمر جنيف ـ 2 لتحقيق السلام في سوريا. ففي خلال الأسبوعَين المقبلَين، قبل انعقاد مؤتمر جنيف -2 حول سوريا، يُتوقَّع من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي إدارة التعقيدات المتزايدة بنجاح. وسبب هذه التعقيدات هو أن النظام السوري يعامل جميع أفرقاء المعارضة على أساس أنهم إرهابيّون، في حين أن المعارضة تواجه صعوبة كبيرة في تنظيم فريقها التفاوضي وهي ما زالت أسيرة اللاقرار، على الرغم من نجاحها مؤخراً في هزم بعض الجهاديّين الذين تسلّلوا إلى الثورة والقضاء عليهم.
يؤمَل أن يُذلَّل عدد كبير من العقبات في الأيام القليلة المتبقّية قبل انعقاد المؤتمر في 22 كانون الثاني/يناير الجاري، وأن تتجه المعارضة نحو تشكيل فريق متماسك قادر على أن يُبدي جهوزيّة للمصالحة. ويؤمَل أيضاً أن يكون النظام بدوره مستعدّاً للتفاوض بهدف تحقيق المصالحة السياسيّة.
في هذا الصدد، يجب ألا يتعامل النظام السوري مع جميع أفرقاء المعارضة على أنهم إرهابيّون كما ورد على لسان وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في السابع من كانون الثاني الجاري، كذلك ينبغي على المعارضة ألا تتمسّك بصيغة إما نحن وإما نظام (الرئيس السوري بشّار) الأسد.
يبدو أن السياق العام للخلافات بين القوى الإقليميّة - مثل الاستقطاب الظاهر بين المملكة العربيّة السعوديّة وإيران - قد يقود إلى التسريع في التوصّل إلى حلّ سلمي للمأساة السوريّة ولو جاء متأخراً. وهو أمر يُتيح فرصة للشعب السوري، نظاماً ومعارضةً على السواء، ليس فقط لتحقيق انتقال فاعل وذي مصداقيّة إنما أيضاً للعمل بصورة مشتركة على التعجيل في عودة اللاجئين وإعادة إعمار عدد كبير من المدن والبلدات والقرى.
لذلك من الأساسيّ أن يتوصّل مؤتمر "جنيف -2" إلى حلّ سلميّ بعدما تعذر بلوغ هذا الحلّ طيلة ثلاث سنوات. إذا تحقّقت النتيجة المنشودة، فسوف يساهم تأثيرها على المنطقة ككلّ في اندمال الكثير من الجروح السياسيّة والاقتصاديّة والإنسانيّة التي تعانيها شعوب المنطقة.
قد لا يقود "جنيف -2" إلى تسوية المسألة السوريّة وحسب، بل يمكن أن يساهم أيضاً في الحؤول دون تفاقم الصراعات في العراق وفي تهدئة التشنجات في لبنان.
بعبارة أخرى، يجب أن تتمكّن الأمم المتحدة والقوى الإقليميّة المعنيّة من تحقيق نتيجة معقولة ومنطقيّة في الأسبوعَين المقبلَين، وعليها أيضاً التمسّك بأرضيّة مشتركة في العمل على حلّ الأزمة السوريّة، الأمر الذي من شأنه أن يُتيح لتلك القوى المساعدة على تسوية خلافاتها الإقليميّة ورأب التصدّع المذهبي.
لا بدّ من أن يتكلّل مؤتمر "جنيف -2" بالنجاح، وعلى المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده للتوصّل إلى نتيجة ناجحة ومرجوّة بعدما تعذر بلوغها لسنوات عدّة. ليس هذا ما نتمناه وحسب، بل إن تحقيقه ممكن.