الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وحدة الدم في الشام والعراق!

وحدة الدم في الشام والعراق!

05.01.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 3/4/2014
نخشى أن نكون دخلنا النموذج المماثل للنموذج السوري في العراق، فدخول الجيش إلى مدن الأنبار لن يؤدي إلى "اجتثاث الإرهاب"، وإنما إلى تحشيد العناصر القبلية المسلحة والمستثارة ضد الجيش والحكومة.. وكل التسويات السياسية التي توافق عليها الجميع.. منذ سنوات!!.
تمَّ إزالة خيم احتجاجات عمرها عام من الفلوجة والرمادي، ودخل الجيش إليهما، ومن الطبيعي أن تخرج العناصر الإرهابية من المدن.. وكان الخطأ الذي تبع خطأ دخول الجيش، هو ايعاز رئيس الوزراء للجيش بالخروج من المدن، والاكتفاء بالأمن، وملاحقة الإرهابيين في الصحراء!!. وهكذا عادوا إلى المدن، وتركوا الجيش محتاراً بين أن يقاتل الأشباح في الصحراء أو يعود ليقاتل في المدن!!.
.. ومع الأسف وجدت القوى المسلحة القبلية التي كانت قبل ثلاث سنوات قد وجهت ضربة قاتلة لإرهابي القاعدة، في تشكيلهم للصحوات التي كانت فعالياتها أفعل من فعاليات الأمن والجيش.. وكل الميليشيات الشيعية وجيش المهدي وفيلقا القدس.
اراد السيد المالكي ان يفوض معركة اعلامية دعائية تمهد لمعركته الانتخابية باستعمال الجيش وبعقلية الصدام مع الاعتصامات والتظاهرات، فانقلب السحر على الساحر، والذين يعرفون تعقيدات الداخل العراقي يتحسبون كثيرا من معركة يتجمع فيها الارهابيون، مع القوى السنية مع بقايا حزب البعث، ومجموعات ليبرالية نشيطة سياسيا في المدن.. وهو ما جرى في سوريا ببدايات تتشابه كثيرا، وبمحصلة تعيد المشهد العراقي الى المعركة الطائفية التي كان المحتل الاميركي يريدها، ليقوم بانسحابه.. دون ان يتحمل وزر هزيمة الاحتلال.
- اين صرنا؟
- تجمّع الان اخصام المالكي: الكرد، وائتلاف الصدر والمجلس الاعلى (شيعة) والسنة في المحافظات الست التي تمتد من الموصل الى بغداد شاملة صحراء الانبار التي يشبهها الاستراتيجيون بغابات فيتنام.
هل يستطيع السيد المالكي مواجهة اخصامه بالنجاح المفترض في الانتخابات القادمة بعد اشهر قليلة؟
سؤال طرحناه بعد ان تجمع المعارضون في وجه نظام الاسد وانتقلوا الى حمل السلاح بعد ان افرط النظام في استعمال الجيش!!
ولا نظن ان هذه الانهار من الدم، وهذا الوجع والمعاناة والجوع والمرض والتشرد تجد المزيد من الكلمات.. وهل يدرك العراقيون والشوام انهم يقتربون من بعض ليس اقتراب الوحدة والحرية والاشتراكية .. وانما اقتراب.. الكارثة؟!!.