الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وحشية النظام السوري ونهاية الإجرام

وحشية النظام السوري ونهاية الإجرام

22.12.2013
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 21/12/2013
ما حصل للجراح البريطاني عباس خان وهو المتطوع لعلاج جراح السوريين، من عملية اغتيال مبرمج في زنزانته في المخابرات العامة بكفر سوسة، رغم تدخل أصدقاء النظام السوري للتوسط والإفراج عنه وفي طليعتهم النائب البريطاني العمالي السابق جورج غالاواي، أمر يؤكد بأن طريق الإرهاب والإجرام الشامل الذي يسير على نهجه جلاوزة النظام السوري قد وصل لحدود لا يمكن التراجع عنها، وبما يدعم الشواهد الميدانية بأن رأس النظام الإرهابي قد فقد السيطرة على عناصره الذين يحمون عرشه الملطخ بالدماء، فماكينة قتل المخابرات السورية لا يمكن أن تتوقف في ظل الحساب العسير الذي ينتظره جلاوزة النظام على يد عدالة الشعب السوري بعد الانتصار المؤكد والقريب، فالطريقة الفجة والرخيصة التي حاول النظام تصويرها لمصرع الجراح البريطاني وإظهارها على كونها عملية انتحار هي طريقة قديمة ومستهلكة ولم تعد تصلح للعرض أبداً في بازار الإعلام!، فمن الواضح بل المؤكد بأن الرجل قد ذهب ضحية تعذيب بشع هو كل ما يتفاخر به أهل النظام السوري العريق في الإرهاب والإجرام وتقطيع الأوصال البشرية، لقد شاهد العالم بأسره قبل شهور منظرا بشعا لأحد جلاوزة شبيحة بشار أسد وهو يستعمل المنشار الكهربائي ليقطع به رؤوس المعارضين الذين وقعوا في الأسر!، ولا نتجاهل حملات المجازر الجماعية المستمرة حاليا بوتائر متصاعدة وبمساعدة ميليشيات الإرهاب الطائفي الإيرانية القادمة من لبنان والعراق، وهي مجازر تطهير طائفي وعرقي بشعة يشاهدها العالم بأسره وعلى الهواء مباشرة دون أن يتحرك أو يبدي موقفا لوقف ومنع ما يحصل فالنظام على ما يبدو بات يمتلك رخصة دولية للقتل واستئصال السوريين دون حسيب ولا رقيب بل في ظل تغطية شاملة من شياطين موسكو وطهران وبغداد، وكل أراذل وعملاء المشروع الصفيوني الشيطاني في الشرق القديم، وهي رخصة لم يكن يمتلكها أو يمارسها أي نظام قمعي في الشرق، بما فيهم نظاما صدام والقذافي!، النظام لا يأبه لقتل بريطاني ولا أي شيء آخر، لأنه نظام قد أدمن القتل ويعيش عليه، ولا يمكن أن يتنفس أوكسجين الحياة بدون رائحة الدماء وسحق العظام البشرية !، وله تاريخ حافل ومجيد في هذا المضمار منذ أن تسلط على الشعب السوري المنكوب قبل نصف قرن من الزمان في انقلاب 8 آذار/ مارس 1963 وحتى اليوم...!. 
من يتابع فصول الملاحم الدموية القائمة في أرض الشام اليوم يخرج بحصيلة نهائية مفادها بأن النظام القمعي الإرهابي الأسدي لن يرحل قبل أن يحول سوريا لأكبر خرابة في التاريخ وبعد أن يستعمل كل أسلحة الصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي مضافا لها أسلحة الولي الفقيه وغلمانه لإبادة السوريين في أكبر مجزرة لنظام في تاريخ البشرية وفي زمن الحرية وحقوق الإنسان المزعومة!! فيا لسخرية الأقدار ؟ ويا لبؤس المجتمع الدولي العاجز ؟ وواخيبتاه من موقف أمة العرب المخزي والمكتفي بالتفرج على مصارع السوريين وتشريدهم!، النظام لن يتوقف عن ارتكاب المجازر وحرق الديار وتخريب كل ما هو قائم لكونه يعتبر نفسه قدر سوريا الأوحد ؟ ولا يتصور قيام الوطن السوري العريق بدون آل الأسد ؟ وتلك وصفة جنونية مهلكة وحالة من السعار المرضي غير المقبول تقتضي من دول العالم التدخل لكبح جماح المسعورين ومعاقبتهم على غرار ما تم مع الفاشيين والنازيين في العالم، الشعب السوري لا يفتقد لا الرجال ولا الشجاعة لإنزال القصاص والانتقام من جلاوزة النظام المجرم فهو يعيش ثورة جبارة زلزلت الأرض تحت أقدام الطغاة وأثارت الرعب في نفوس الفاشيين والقتلة والحاقدين من طهران وحتى دمشق وضمن إطار دول حلف نوروز أو محور الشر الطائفي المعروف إياه!، ولكن هذا الشعب الحر الأبي يقاتل وحيدا وفي أصعب الظروف وفي مواجهة جيوش قمعية وإرهابية وفي ظل نقص في الإمدادات وعجز وتلكؤ بل تواطؤ دولي وإقليمي توضحت معالمه وأسسه ومقوماته، ومع ذلك فالثورة مستمرة والمجازر قائمة وإرهاب النظام في توسع حتى وصل لإعدام من يقدمون الخدمات الإنسانية المحضة للسوريين كما حصل مع الجراح البريطاني ؟
من يعلم لربما تكون مأساة مصرع الجراح عباس خان المدخل المهم لتغيير إستراتيجية الصمت الدولية من جرائم النظام، تحرير سوريا بات اليوم مهمة دولية مقدسة وعاجلة لا تحتمل التأخير ولا المماطلة...