الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وفد النظام ولعبة الكذب والتذاكي

وفد النظام ولعبة الكذب والتذاكي

01.02.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الجمعة 31/1/2014
لا يبدو أن وفد النظام السوري الموفد إلى مونترو السويسرية يستوعب، أو أنه لا يريد أن يستوعب حقيقة أنه يخوض مفاوضات جادة تحت إشراف قوى عظمى وبمحاذير عالية قد تجهز على ما تبقى من الدولة السورية ومكتسبات الشعب السوري، فلا الأداء السياسي ولا الرسالة الإعلامية له ولحلفائه تشي بأدنى قدر من العقلانية في التعاطي مع جنيف 2،
بالرغم من ثبوت ممارسة هذا النظام للإرهاب المنظم بأبشع صوره من تجويع لمدن بأكملها كحمص ومخيم اليرموك والغوطة الشرقية وقصف المدارس والبيوت ببراميل الديناميت العمياء وبالرغم من تعذيب عشرات الآلاف من المعتقلين الرجال والنساء حتى الموت ورغم انكشاف لعبته الساذجة برعاية الجماعات الإرهابية وتسهيل مهامها نراه يصر منذ اليوم الأول للمباحثات على تخريب أي تقدم ممكن على الصعيد الإنساني الأكثر إلحاحا من خلال الإصرار على لعبة لا تؤدي إلى نتيجة وهي لعبة تعريف الإرهاب وإدانته في حين لا تحظى نقاط ادخال المساعدات الانسانية الاغاثية ووقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، وتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية وهي النقاط الجوهرية لاتفاق جنيف بأية أهمية لدى مفاوضي النظام، فملايين المحاصرين والنازحين واللاجئين والمعتقلين ليسوا سوريين وليسوا بشرا بنظر المعلم ورفاقه ولا تستحق معاناتهم أن تذكر في جنيف في حين تستأثر مناجاة النظام للغرب من خلال ورقة الإرهاب بوقت المؤتمر والجهود الدولية.
في الوقت الذي استمر فيه ممثلو النظام بلعبة الكذب والتذاكي ومطالبة المعارضة والدول والأفراد "بوقف كافة أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني". جاء تقرير هيومن رايتس ووتش أمس ليثبت مجددا أن النظام هو عراب كل ما سبق وأصل كل إرهاب وعنصرية وطائفية يعانى منها الشعب السوري.