الرئيسة \  مشاركات  \  وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

04.12.2014
غسان كيالي



( أرأيت الذي يكذب بالدين ، و " لا يحضُّ على طعام المسكين " ! ) سورة الماعون ، ( فمن لم يستطع الإنفاق على الفقراء والمساكين فلا أقل من أن يسعى ويحض المقتدرين على ذلك بالكلمة أو بالرسالة أو بتذكير الميسورين ودلالاتهم على المحتاجين والمصابين ومن ذكرهم الله في كتابه الكريم ( من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله ! ) ، كما أنه سعيه في هذه السبيل ذهاباً وإياباً يجعله معنياً بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ! ) وما أكثر ما ذكر الله تعالى بالثناء على المتصدقين والمتصدقات وخصوصاً في أول سورة كبرى في كتاب الله الكريم ( ألم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ! ) سورة البقرة ، وقوله تعالى ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  ،  الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ  ،  قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ  ،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ  ،  وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  ،  أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ  ،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ  ،  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ  ،  وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ  ،  إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  ) 263 - 272 سورة البقرة
 
وهنا ندعو ، ونذكر بما دعانا الله إليه المسلمين إلى تذكر واجبات مغفلة شدد عليها الله في كتابه الكريم و كذلك نبيه الخاتم الكريم صلى الله عليه وسلم وآله :
 
1 - الفقر السائد في داخل وفي محيط عشوائيات المدن والبلدات تعج بالفقراء الذين سدت في وجوههم أبواب العمل سواء لعدم التأهيل أو لافتقارهم لحد أدنى من رأس مال يؤسسون فيه لعمل ما .. وهؤلاء في أعناق المسلمين ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله ( وهل ترزقون إلآَّ بضعفائكم !؟ ) ..
 
2 - ذوي الحاجات المختلفة المغفلين والذين تقطعت بهم السبل سواء لفقرهم أو لكثرة النزاعات والحروب أو المرض داخل المدن والبلدان والنازحين الذي وصفهم الله تعالى ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) الآية 99 سورة النساء
 
3 - المرضى من الذين عجزا لأسباب مختلفة عن الذهاب إلى الطبيب والمشافي ، وهم كثر في البلاد العربية والأفريقية والآسيوية لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله ( من عزَّى أخاه بمصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة 1 ) ...
 
4 - ونترك للإخوة المؤمنين الكرام التأمل والإضافة والتفكر في إبداع طرق وسبل إقامة هذا الفرض المغفل توزيد في حسناتهم ...
أخاكم في الله ( فاعل خير ) قرأ وتأمل في قوله تعالى ( ولا يحضون على طعام المسكين ) فخاف أن يكون معنياً ، وحرص على تذكير الإخوة المؤمنين بما يبيض وجوههم يوم القيامة يوم يستظل المؤمن بل صدقته ، ويقول الكافر يا ليتني كنتُ تراباً !!!
 
5 - شعبا العراق وسورية ، الشعبان المصابان المنكوبان ، إذ هناك إحصائيات مخيفة تشير إلى 4 ملايين أرملة ومثلهم من الأيتام في العراق ، ومثلهم أو يزيد في سورية ، فضلاً عن أعداد هائلة من النازحين واللاجئين والفارين بأسرهم المعسرين الذين ضاقت بهم السبل ولا يجدون حتى أجر السفر والترحال جراء ما أصيب به هذين الشعبين ، العراق على امتد عقود كثيرة من الحروب الخارجية والداخلية وتفجيرات الدواعش في الطرقات وأسواق الفقراء والساحات ، وفي سورية حيث امتدت الحرب الداخلية وتعددت الفضائل المتنازعة المتحاربة بينها وشملت أعمال بعضها الخطف للحوص على فديات وأموال وغير ذلك !!!
فالله الله ... إن عجزتم عن الإنفاق فلا تنسوا قوله تعالى ( ولا يحض على طعام المسكين ! ) اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد ، وليشهد لي من صدقني من الإخوة والأخوات يوم العرض الأكبر