الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ورطة الحزب الثقيلة في بر الشام

ورطة الحزب الثقيلة في بر الشام

15.04.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاثنين 14/4/2014
التصريحات المتوالية والحماسية والمتفائلة لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في لبنان، حول القدرة القيادية والمستقبل الواعد ولمضمون نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحول حتمية انتصاره في معركته الشاملة ضد شعبه ! هي تصريحات فاقدة لمصداقيتها وتفتقر للمنطق.. وأول من يعلم حجم ومدى سقمها وابتعادها عن دفة الحقيقة هو السيد نصر الله نفسه الذي بات يصور أحاديث التمني على كونها معطيات ميدانية حقيقية!، فخسائر حزب الله والميليشيات العراقية المؤتمرة بالأوامر الإيرانية المقاتلة معه في المناطق السورية الثائرة الساخنة قد تجاوزت كل الحسابات الموضوعة، وحجم وكميات الجثث من شباب الحزب المرسة لذويهم المكلومين في لبنان هو أمر لم يحصل في عز ساعات ولحظات المواجهة مع القوات الإسرائيلية الغازية خلال المواجهات السابقة والتي كانت خسائرها مبررة إنسانيا ووطنيا وشرعيا، أما ما يحصل من استنزاف دموي رهيب للحزب وشبابه وقوته العسكرية في مواجهة الثورة السورية فهو انتكاسة حقيقية ورهيبة لكل صيغة المشروع الوطني والإيديولوجي وحتى الديني للحزب الذي ذهبت قيادته الراهنة بعيدا جدا في تلبيتها للأوامر الإيرانية وفي توريطها للطائفة وشبابها في معارك استنزافية رهيبة ستترك نتائجها المأساوية ليست على البنية العامة للحزب فقط وليس على مستوى سمعته التي تدهورت كثيرا ولكن حتى على مستوى العلاقات العامة والتعايش الطائفي الهش في لبنان و عموم الشرق!...
حديث نصر الله حول نية المعارضة السورية في إسقاط النظام ومؤسسته العسكرية والحزبية والأمنية في سوريا لا يحمل جديدا أبدا وهو تعبير عن فشل قيمي وأخلاقي وتدخل فظ في خيارات الشعب السوري الداخلية وحيث يعاني الشعب السوري من تسلط نظام ولد قبل أن يولد السيد نصر الله نفسه!، وتوارث الجريمة كابرا عن كابر !
وحول البلد والجيش لمزرعة خاصة له ولأزلامه ومارس نهبا سلطويا منظما سحق معه غالبية السورييين وجعلهم يعيشون في أوضاع اقتصادية منهكة وفي دولة استبدادية فاسدة نستغرب كل الغرابة أن يسفك نصر الله دماء الشباب اللبناني دفاعا عنها وعن رئيسها الذي يعيش منعزلا عن الواقع يهذي ويحلم بأحلام أهل الفاشية والاستبداد، وهو يمني النفس بانتصار مستقبلي كبير على شعبه بعد أن أثخنت آلته العسكرية والآلة العسكرية الإيرانية الفاشية الجراح به ودمرته شر تدمير، بكل تأكيد لا أحد في سوريا أو عموم الشعب العربي يضمر الشر لحزب أو الحقد أو حتى المواقف السلبية لحزب الله لو أنه التزم بحدوده الوطنية وامتنع عن المشاركة في سفك دماء السوريين و الاندماج التام مع المخطط الإيراني بتوسيع هوامش التوتر الطائفي في المنطقة..
وبات معروفا أن الطائفة الشيعية في لبنان باتت متبرمة للغاية من الخسائر المريعة لشبابها في معارك لا ناقة لهم ولا جمل فيها في بر الشام ولا يمكن أبدا تبرير الخسائر هناك تحت أي حجة أو تبرير سياسي أو إستراتيجي سوى بالتماهي مع الرغبة الإيرانية في تفعيل أجواء وظروف الفتنة الطائفية في المنطقة، والانسحاب الفوري لحزب الله من الحرب السورية هو الحل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولمنع المزيد من الخسائر والتدهور اللبناني الداخلي الحاد الذي يهدد السلام الأهلي الهش أصلا، لا توجد أصلا أية مبررات تدفع شيعة لبنان لتقديم أكثر من ألف ضحية دفاعا عن نظام إرهابي مجرم، فقد شرعيته..
وأول من يعرف انحرافه عن الإسلام وعن جادة الصواب والعقل هو السيد حسن نصر الله نفسه والذي للأسف باع مبادئ وأخلاقيات ونبل وشهامة وكرم أخلاق مدرسة أهل البيت رضوان الله عليهم، تلبية لنداء علي خامنئي الذي تتخفى قطعان حرسه الثوري الإرهابي خلف دماء الشباب اللبناني وحيث تمارس السياسة الإيرانية البيع والشراء وعقد الصفقات الخاصة بدماء شعوب محرومي المنطقة.