الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ورطة روسيا في سورية

ورطة روسيا في سورية

02.03.2016
سيث جونز


الوطن السعودية
الثلاثاء 1/3/2016
عند قراءة عناوين الصحافة اليومية، ربما يبدو أن الدعم الروسي للدكتاتور السوري بشار الأسد قلب أخيرا موازين الحرب الأهلية غير الحاسمة لمصلحته. فلقد سيطرت القوات الموالية للنظام، مدعومة بالقوة الجوية الروسية والصواريخ الباليستية، على مناطق رئيسة كانت تقع في السابق تحت سيطرة الثوار المدعومين من أميركا، وهي تهدد الآن مدينة حلب ذات الأهمية الإستراتيجية. والواضح أن موسكو لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، حتى مع الإعلان الأخير عن وقف إطلاق النار في سورية.
ولكن الدروس المستقاة من حوالى 200 حالة تمرد اندلعت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تشي بأن المساعدات الروسية ستفشل في تغيير المعادلة.
ما يزال نظام الأسد يواجه تحديات حقيقية، أقلها عدم وجود شرعية له بين صفوف الشعب السوري، وربما تجد موسكو أنه من الصعب الحفاظ على تغيير رئيس في توازن القوة على المدى الطويل، خصوصا إذا قررت إدارة أوباما – أو الرئيس القادم على الأرجح- العودة مرة أخرى.  
في حين ربما يستمر الأسد وحلفاؤه في السيطرة على مزيد من المناطق في الأشهر القادمة، إلا أن نظام الأسد ما يزال يواجه عقبات كبيرة، إذ إنه يفتقر إلى الشعبية بصورة كبيرة، كما أنه من بين أسوأ الحكومات أداء في العالم.
يُصنف البنك الدولي نظام الأسد على أنه أسفل فئة رئيسة في الحُكم، من حيث السيطرة على الفساد، والكفاءة في تقديم الخدمات، والقدرة على إنشاء قاعدة قانونية سليمة.
كما أن الثوار السوريين يتمتعون بملاجئ في الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا، وهذا يتيح لهم ملاذا آمنا بعيدا عن سيطرة الحكومة يمكنهم من التجنيد والحفاظ على خطوط إمداد
يظهر التاريخ أنه من المستحيل تقريبا هزيمة الثوار من حكومة غير فاعلة وغير شرعية، خصوصا عندما يتمتع الثوار بمساعدات وملاذات خارجية. شهدت واشنطن هذه الحقيقة الباردة في فيتنام وأفغانستان. كذلك شهدتها موسكو في أفغانستان في الثمانينات، رغم أنه يبدو أن القادة الروس نسوا ذلك تماما
يجب أن تتمثل أهداف أميركا الآن في منع انهيار جماعات المعارضة الأساسية، وذلك لتشجيع الوصول إلى حكومة شاملة وشرعية، ولهزيمة تنظيم داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سورية.
مع تقدم النظام، على الولايات المتحدة أن تزيد من حجم مساعداتها للثوار، وأن تستثني الجماعات المتطرفة، والاستمرار في الدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلى الكونجرس أن يصوت على تقديم مزيد من التمويل والتدريب والأسلحة المتطورة، مثل مضادات الدبابات لجماعات معينة، مثل القوات الكردية التي تقاتل داعش شمال سورية، والجبهة الجنوبية المدعومة من الأردن، التي تقاتل كلا من نظام الأسد وداعش.
كما يتوجب على الولايات المتحدة أن توفر التدريب والتمويل لمعسكرات تدريب المتمردين في الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا.
بعض متخذي القرار الأميركيين، مثل وزير الخارجية جون كيري، قالوا إنه ليس هناك حل عسكري للحرب في سورية. لكن التاريخ يُظهر حقيقة أكثر دقة، فإن أكثر من ثلثي الحركات الثورية انتهت بانتصار عسكري، وحوالى ثلثها انتهت بوسائل سلمية، وعادة تتم تسوية النزاع بعد الوصول إلى حالة من الجمود العسكري.
على صانعي القرار الأميركيين تقبل هذه الحقيقة، والتصرف وفقها، لإبقاء بعض من معارضي الأسد صامدين. ربما يكون الجمود أفضل طريقة لتأمين الوصول إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب