الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ورقة الفيدرالية الكردية تخدم نظام الأسد

ورقة الفيدرالية الكردية تخدم نظام الأسد

07.12.2013
رأي القدس
رأي القدس


القدس العربي
5/12/2013
مطالبة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بطرح الفيدرالية في سوريا على طاولة المفاوضات في مؤتمر جنيف 2، المقرر عقده الشهر المقبل من شأنها زيادة تعقيد المفاوضات، التي من الضروري ان تركز على اسقاط النظام.
فالاقتراح الذي يعتزم رئيس الحزب صالح مسلم طرحه على المجتمعين في المؤتمر بضرورة انشاء اقليم كردي مستقل في اطار سوريا يأتي في توقيت حرج، ويعيد خلط الاوراق سوريا واقليميا، ولن يخدم سوى الرئيس بشار الاسد.
وقد ذهب الاتحاد الديمقراطي الكردي بعيدا في خططه للحكم الذاتي، حيث اعلن في تموز/يوليو الماضي عن تشكيل لجنة لاعداد دستور وقانون انتخابي لاقليم كردستان الذي سيقسم الى ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي، هي كوباني (وسط) وعفرين (غرب) والقامشلي (شرق)، وكانت احزاب كردية في شمال شرق سوريا اعلنت قبل ايام قيام ادارة محلية انتقالية لترسيخ وجودهم السياسي والجغرافي بعد تقدم ميداني في مواجهة المجموعات الجهادية التي تقاتل الاسد.
مطالب اكراد سوريا التي تأتي بدعم مبدئي من اقليم كردستان العراق، مستغلة الحرب وحالة الفراغ السياسي، تثير تحفظات محلية واقليمية.
فعلى الصعيد المحلي تعيش الثورة السورية فترة حرجة، وما زالت بحاجة لتكثيف جهود وتوحيد مطالب كافة القوى لتستطيع مواجهة خطط النظام السوري وآلته العسكرية المدعومة من قوات حزب الله وابو الفضل العباس. وفتح الباب امام مطالب الحكم الذاتي، لن يتم وقفه عند الاكراد بل سيتعداه سريعا للعلويين والدروز، وهو ما يعني تقسيم البلاد، كما ان تصريحات مسلم حول اعادة عرب موجودين بمنطقة الاكراد، جاء بهم حافظ الاسد قسرا الى كردستان اعتبارا من 1974 بهدف تعريب المنطقة، الى مناطقهم الاصلية تثير مخاوف من حملات قد يتعرض لها المواطنون العرب بالمنطقة، رغم انهم عاشوا سويا لعشرات السنين.
وعلى المستوى الاقليمي تثير الانجازات التي حققها الاكراد على الارض في شمال سوريا، مخاوف تركيا التي بدأت بانشاء جدار على حدودها مع سوريا. وتركيا التي يقيم على اراضيها 56 بالمئة من الاكراد في العالم لن تسمح باقامة امر واقع على حدودها.
الحديث الذي بدأ يتزايد عن منطقة كردستان الكبرى والتي تضم اضافة الى كردستان العراق، المناطق الكردية في كل من سوريا وتركيا وايران، من شأنه ان يثير حفيظة الدول العربية اضافة لتركيا، خاصة انه يترافق مع تدريب اكراد سوريين بمخيمات داخل اقليم كردستان، كما ان كردستان العراق استقبلت العديد من الاكراد الذين فروا من الجيش حيث تتم اعادة تأهيلهم استعدادا للمستقبل واستباقا لأي تطور في المنطقة.
امام هذه المخاوف، والحديث عن طرح قضية الفدرالية، فان من شأن ذلك تعقيد مهمة المعارضة في جنيف 2، والتي من الضروري ان تنصب على موضوع مصير الرئيس بشار وصلاحيات الحكومة الانتقالية. اما مطالب الفدرالية وصورة الدولة في المستقبل فليس من الحكمة طرحها قبل تحقيق الثورة لاهدافها.
في أي حال، هذه الورقة الكردية التي تخدم النظام، ومن المرجح ان يكون النظام هو الذي يحركها من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، هي الخطة ‘ب’ لدى النظام في حال فشل مؤتمر جنيف 2 بتوفير حل سياسي يضمن بقاء النظام مع بعض الصلاحيات، ولكن النظام يعرف ان المفاوضات ستكون خاضعة للتفاهمات الامريكية ـ الروسية، وهذه لم تتطرق حتى الآن الى اي ترتيبات تغير الخريطة السورية بما في ذلك تسوية اوضاع الاكراد، وقد سبق لوفود كردية ان سمعت من الامريكيين والروس كلاما يفيد بأن المسألة الكردية يمكن تسويتها باطار الاتفاق السياسي الذي سيولد النظام الجديد على اساسه، سواء بصيغة حكم ذاتي او صيغة فيدرالية تشمل اكثر من منطقة.
وبالتالي فان اللعب بهذه الورقة الآن يبقى مناورة من نظام الاسد لابتزاز القوى الدولية والمعارضة السورية على حد سواء.