الرئيسة \  تقارير  \  “فورين أفيرز”: كيف تقوض واشنطن نفوذ روسيا؟

“فورين أفيرز”: كيف تقوض واشنطن نفوذ روسيا؟

16.04.2022
المصري اليوم


المصري اليوم
الخميس 14/4/2022
على ضوء إشكاليات التعامل الغربي مع الأزمة الأوكرانية في ظل ما يكتنف المشهد السياسي الراهن من ضبابية، وذلك في التقرير المنشور في مجلة "فورين أفيرز".
وقال التقرير "بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين لإقناع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالعودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الصراع، فإنه يجب عليهم في الوقت ذاته عدم تقديم تنازلات من شأنها إضعاف الموقف الغربي".
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن تقديم الغرب لتنازلات من أجل إنهاء الصراع الحالي، يعكس تقبل واشنطن وحلفائها الغربيين لسلوك موسكو، ويزيد من حدة التعنت الروسي، ومن ثمّ يتطلب التعامل مع روسيا تبنِّي نهج أكثر جراءة في اتخاذ القرارات.
وأوضح أن الطريقة المُثلى لمواجهة روسيا تكمن في إثارة الاضطرابات في الداخل، لإضعاف النظام الروسي وتغييره، مؤكدًا أن ذلك سيهدد بطبيعة الحال الأنظمة التي تدعمها موسكو في دول مثل بيلاروسيا والشيشان وكازاخستان.
وشدَّد على أن نجاح واشنطن في مواجهة روسيا بشكلٍ غير مباشر يتطلب تكثيف جهود أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتمويل شبكات داخل موسكو، وتدريبها على جمع المعلومات الاستخباراتية، لافتًا الانتباه إلى إمكانية استغلال هذه الشبكات في المستقبل لتنظيم احتجاجات من أجل إثارة الاضطرابات في البلاد، بالإضافة إلى القيام بأعمال عنف من شأنها تفكيك مؤسسات الدولة.
ويرى التقرير أن واشنطن بإمكانها تضخيم الأخبار المتعلقة بالتكاليف الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلًا عن تعظيم الخسائر التي لحقت بحياة الأوكرانيين والروس، الأمر الذي سيضع مزيدًا من الضغوط على "بوتين" وحكومته.
كما أن واشنطن بإمكانها أيضًا أن تتواصل مع مساعدي "بوتين" ذوي السمعة الطيبة، من أجل قيامهم بدور الوساطة لحل الأزمة الحالية بعيدًا عن أنظار وسائل الإعلام، مضيفًا أن مساعدي "بوتين" من الممكن أن يلعبوا دورًا محوريًّا في الإطاحة بالنظام الروسي الحالي، إذا تعاونوا مع واشنطن بشكل وثيق.
وبالرغم من فشل استراتيجيات واشنطن السابقة للإطاحة بأنظمة الحكم في كل من كوبا وليبيا وموزمبيق ومؤخرًا في سوريا، فإن أحد الأسباب التي قد تسهم في إنجاح هذه الاستراتيجية في روسيا، يكمن في قدرة واشنطن على تجنيد شبكات دعم تابعة لها داخل موسكو، للمساعدة في جمع المعلومات الاستخباراتية وإثارة الاضطرابات الداخلية.
وختامًا، أكّد التقرير في "فورين أفيرز" أهمية أن تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون الوسائل اللازمة لممارسة الضغوط بشكل غير مباشر على روسيا، مع استمرار سياسة فرض العقوبات الغربية، لتقويض النظام الروسي وردع ممارساته.