الرئيسة \  تقارير  \  فورين أفيرز : تهديد بوتين باستخدام النووي مجرد خدعة

فورين أفيرز : تهديد بوتين باستخدام النووي مجرد خدعة

13.03.2022
الجزيرة


الجزيرة
السبت 12/3/2022
تستبعد الكاتبة الروسية أولغا أوليكر الأستاذة في الدراسات الأوراسية والأوروبية استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلاح النووي، وتقول إنها مجرد خدعة لخدمة العديد من الأغراض في حرب روسيا بأوكرانيا.
وتوضح في مقال لها بموقع "فورين أفيرز" (Foreign Affairs) الأميركي أنه لم توجد من قبل حرب في العالم شُنّت على خلفية موقف يهدد باستخدام السلاح النووي مثلما يفعل بوتين حاليا.
وقالت إن خوف بعض المحللين الغربيين والمراقبين من تصرفات بوتين له ما يبرره. فعندما يشير زعيم دولة مسلحة نوويا إلى استعداده لاستخدام الأسلحة النووية، فإن الأمر يستحق أن يؤخذ على محمل الجد، بخاصة عندما تأتي التهديدات من رجل يسيطر على أكبر مخزون نووي في العالم، ويقوم في الوقت نفسه بغزو عسكري شامل وغير مبرر لدولة مجاورة، مضيفة أن بوتين قوي ومقاتل و"من الواضح أنه غير مهتم بالخسائر البشرية".
لا حاجة إلى سلاح نووي لهزيمة أوكرانيا
ومع ذلك، تعتقد أوليكر أن روسيا لا تحتاج إلى أسلحة الدمار الشامل لهزيمة كييف، وحتى لو فعلت فإن تفجير هذه الأسلحة من شأنه أن يؤدي إلى انتقام دولي، بما في ذلك، على الأرجح، تدخل عسكري مباشر من الناتو. وهذه مخاطرة بحدوث حرب تقليدية واسعة النطاق ومزيد من التصعيد النووي، وهي نتيجة لا يريدها بوتين.
وأضافت أنه بدلا من التفكير بجدية في الضربات النووية، من المرجح أن بوتين يستخدم التهديد النووي كغطاء للتكتيكات الوحشية المتزايدة على الأرض والضغط على كييف للاستسلام، وقد يأمل أيضا أنه من خلال التهديد يمكنه تخويف حلف الناتو من زيادة مشاركته في الصراع أو حتى دفع الغرب إلى إجبار أوكرانيا على الخضوع.
وأشارت إلى أن هذه الأهداف من التهديد قد فشلت حتى الآن؛ فقد صمدت كييف وداعموها، لكنهم تجنبوا بحكمة اللغة التصعيدية. ودعت إلى الاستمرار في القيام بذلك، لأنه على الرغم من أن خطر التصعيد النووي قد يكون منخفضا فإنه حقيقي، وقد يتزايد خطر نشوب حرب نووية بشكل خاص إذا أصبحت قوات الناتو منخرطة مباشرة في الغزو، لأن روسيا ترى أن الحرب مع الناتو ستهدد سيادتها ووجودها.
على الغرب أن يكون حذرا
وقالت الكاتبة أيضا إن على القوى الغربية الاستمرار في مساعدة أوكرانيا بهدف إقناع موسكو بعكس مسارها والتوصل إلى تسوية تفاوضية مع كييف تضمن أمن أوكرانيا. "لكن، وبينما تناقش الدول الغربية أحكام الأسلحة الجديدة وطرق الاشتباك، يجب أن تكون على دراية بالمخاطر وتجنب إثارة روسيا إلى درجة إجبارها على استخدام السلاح النووي".
وذكرت أن استخدام الأسلحة النووية لن يخدم أي غرض عسكري غير الصدمة والردع، مضيفة أن بوتين في الوقت الحالي لا يواجه أي تهديدات خطيرة على سلطته، وروسيا لا تخسر في ساحة المعركة. وعلى الرغم من المقاومة الأوكرانية الكبيرة، فإن الجيش الروسي يواصل تقدمه البطيء في المدن الرئيسة في أوكرانيا، ويحتفظ بقوة قتالية تقليدية هائلة قادرة على تدمير الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء.
استخدام النووي لن يحمي روسيا
وإذا كانت روسيا تواجه الهزيمة -تقول أوليكر- قد تجبر ضربة نووية أوكرانيا على التنازل، لكن من غير المرجح أن يؤدي ذلك في النهاية إلى حماية روسيا أو مساعدة بوتين وحلفائه على البقاء في السلطة. وبدلا من ذلك، فإن التداعيات الإشعاعية للهجوم ستمتد على مئات الأميال، إن لم يكن أكثر، بما في ذلك روسيا نفسها ودول الناتو. وبذلك يخاطر بوتين بوضعه المحلي، لأن التسمم الجماعي للسكان عموما ليس وصفة للنجاح السياسي.
وأعربت الكاتبة عن اعتقادها أنه في ظل الوضع الحالي، فإن الموقف النووي المعلن من قبل بوتين حاليا لا يهدف إلا إلى ردع التدخل الغربي المباشر في القتال، بما في ذلك الدفاع عن المجال الجوي الأوكراني من خلال فرض منطقة حظر طيران، أو إجبار كييف على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
المصدر : فورين أفيرز