الرئيسة \  تقارير  \  فورين بوليسي  : ابنوا تحالفا من الديمقراطيات

فورين بوليسي  : ابنوا تحالفا من الديمقراطيات

21.02.2022
أندريس فوغ راسموسين


أندريس فوغ راسموسين – (فورين بوليسي) 7/1/2022
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
الاحد  20-2-2022              
في العالم الحر، تُعمينا النقاشات الوطنية عن التحدي الكبير الذي تواجهه الديمقراطيات في كل مكان: الديمقراطية الليبرالية تتدهور في جميع أنحاء العالم، ويشعر المستبدون بأنهم يتشجعون باطراد.
لا ينبغي أن يكون هذا واقع الحال. تقدم الديمقراطيات في العالم أكثر من في 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وإذا تم رفع هذه القوة، فستكون هذه لغة ستفهمها بكين وموسكو. لكننا نعلم، أولا وقبل كل شيء، أن قوة الحرية البشرية هي أقوى قوة في العالم.
نادراً ما يخرج الناس إلى الشوارع مطالبين بمزيد من الاستبداد.
لا ينبغي أن تظل قمة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل الديمقراطية حدثا لمرة واحدة. بدلا من ذلك، يجب أن تبدأ حملة أوسع للتجديد الديمقراطي ونشر حس تفاؤلي.
وينبغي أن يكون الهدف هو توحيد العالم الحر في القضية الأوسع المتمثلة في منع التراجع الديمقراطي في الوطن ومحاربة تكتيكات “فرق تسد” التي تنتهجها الأنظمة الاستبدادية في الخارج.
ولذلك، فإن المجموعة الحالية من مؤسساتنا العالمية غير كافية. خذ الأمم المتحدة على سبيل المثال: على الرغم من أنها تحقق الكثير من الخير، فإن مصالح الديمقراطيات تعرقلها بشكل روتيني الأنظمة الاستبدادية وأصدقاؤها في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وهيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة.
وحتى في كتلة تضم الدول الديمقراطية مثل الاتحاد الأوروبي، غالبًا ما تصوت بالنقض على القرارات الجماعية بعض الدول الأعضاء الخاضعة للصين وروسيا أو التي تنزلق نحو الاستبداد.
إن ما يحتاجه العالم الحر، إذا كان للديمقراطية أن تزدهر في الداخل والخارج هو بناء تحالف من الراغبين -تحالف رسمي بين الدول ذات التفكير المماثل.
ويمكن أن يكون مثل هذا التحالف امتدادًا لمجموعة السبع الكبار، مجموعة الديمقراطيات الصناعية الرائدة التي تم توسيعها بشكل غير رسمي في العام 2021 لتشمل أستراليا، والهند، وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية.
سوف ينجح مثل هذا التحالف فقط إذا ركز اهتمامه -ليس على مؤتمرات القمة والإعلانات فحسب، ولكن أيضا على النتائج الملموسة.
ثمة، على وجه الخصوص، تحديان رئيسيان ملحان ووجوديان يواجهان جميع الديمقراطيات: الإكراه الاقتصادي والتكنولوجيات الناشئة.
تستخدم الصين، على وجه الخصوص، الاستثمارات الاستراتيجية والإكراه الاقتصادي كأسلحة لإسكات الدول الديمقراطية أو تقويضها.
وقد تم تطبيق عقوبات واسعة النطاق لمجرد التحدث علانية ضد بكين، مثل تلك التي طُبقت ضد أستراليا بعد أن دعت كانبيرا إلى التحقيق في أصول “كوفيد-19”.
ويمكن لتحالف للديمقراطيات أن يطور نسخة اقتصادية من بند المساعدة المتبادلة، المادة 5، في المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو: عندما تتعرض دولة ما لهجوم اقتصادي من نظام أوتوقراطي، يمكن للعالم الديمقراطي أن يتجمع في خطوات انتقامية لردع المعتدي، وإنشاء خطوط ائتمان للتخفيف من التأثير، وإعادة بناء سريعة لسلاسل توريد ديمقراطية جديدة.
كما أننا نواجه أيضًا سباقًا عالميًا -ليس على تطوير تقنيات جديدة فقط، ولكن أيضًا لتحديد القواعد والمعايير التي تعمل بموجبها هذه التقنيات الجديدة -بما في ذلك، على سبيل المثال، ما إذا كانت حقوق المواطنين ستكون محمية في العالم الرقمي الناشئ.
بين الديمقراطيات، ما تزال محاولات تنظيم التقنيات مجزأة حيث تتبع كل دولة نهجها الخاص.
وإذا استمر هذا التشرذم، يمكن أن تفوز الصين في سباق التكنولوجيا وأن تضع الشروط على غرار ديكتاتورية المراقبة.
ينبغي أن يتحد تحالف الديمقراطيات لبناء حلول مشتركة، والاتفاق على مبادئ تدفق البيانات وحمايتها، وإيجاد رؤية مشتركة لتطوير الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المغيّرة للحياة، ووضع معايير تمنح الدول الديمقراطية ميزة على الحكام المستبدين.
إلى جانب هذه التحديات المباشرة، يحتاج تحالف للديمقراطيات إلى أن يُظهر للديمقراطيات الناشئة أو المتراجعة أن وجودها في المعسكر الديمقراطي له فوائد حقيقية، من الوصول التجاري إلى دعم التنمية الاقتصادية.
لن تعود الديمقراطية إلى المقدمة مرة أخرى حتى تُظهر الديمقراطيات الرائدة في العالم أن التواجد في ناديها أكثر فائدة بكثير مما تعرضه الأوتقراطيات.
*أندريس فوغ راسموسين Anders Fogh Rasmussen: الأمين العام السابق لحلف الناتو والرئيس التنفيذي لمؤسسة راسموسين العالمية.
*نشرت هذه المداخلة تحت عنوان: Build an Alliance of Democracies