الرئيسة \  تقارير  \  فورين بوليسي :أوقفوا إطلاق النار في حروب الثقافة

فورين بوليسي :أوقفوا إطلاق النار في حروب الثقافة

23.02.2022
ياشا مونك


ياشا مونك* – (فورين بوليسي) 7/1/2022
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية            
الثلاثاء 22/2/2022
إذا حاولنا أن نحب مواطنينا مرة أخرى، وإذا كنا على ثقة من أن معظم الناس مدفوعون أساسًا بمخاوف معقولة، وإذا لم تعد مؤسساتنا السياسية والثقافية تعاملهم مثل البرابرة عند البوابات، فقد تكون لدينا فرصة للعودة إلى نوع من السلام الاجتماعي.
* *
لكي تزدهر، تحتاج الديمقراطيات الليبرالية إلى تبني سياسات توفر الازدهار الاقتصادي لعدد أكبر من مواطنيها. إنها تحتاج إلى تبني رؤية أكثر طموحًا للتنوع من خلال وعد جميع المواطنين -من الأغلبية والأقلية على حد سواء- بالاحترام الاجتماعي وأخذ مكان على الطاولة.
وهي في حاجة إلى إصلاح مؤسساتها، وإعادة تنشيط الارتباط بمثلها التأسيسية، ومواجهة المتنمرين الاستبداديين.
وهذه مهمة ضخمة. ولا تبدو معظم البلدان قريبة مجرد اقتراب من مواجهة التحدي. إن إغراء اليأس قوي.
ولذلك أود أن أقترح، كخطوة أولى، شيئاً أكثر تواضعًا: وقفاً لإطلاق النار.
أحد الأسباب التي تجعل الشعبويين الاستبداديين ينالون فرصة حقيقية للفوز في انتخابات ديمقراطة هو أن العديد من الناخبين يشعرون بأنهم على الطرف المتلقي من حرب ثقافية تنظر فيها أقوى العناصر في مجتمعاتهم إليهم بازدراء.
إنهم يستشعرون، وليس بلا سبب تمامًا، أن العديد من السياسيين، والصحفيين، وقادة الشركات وأساتذة الجامعات، ينطوون على ازدراء غريزي للذين وصفهم المرشح لرئاسة الولايات المتحدة في ذلك الوقت، دونالد ترامب، بأنهم “ضعيفو التعليم”.
ويمكنهم أن يروا أن بعض مؤسسات المؤسسة -الجامعات، والمدارس، ووسائل الإعلام والشركات- قد شرعت، في السنوات الأخيرة، في مشروع طموح للتحول الاجتماعي بهدف القضاء على ما تعتبره العناصر المتخلفة في ثقافة بلدانها.
ولكن، في دولة ديمقراطية حيث لكل شخص بالغ حق التصويت، فإن هذا نصر لا يمكن الفوز به من أعلى إلى أسفل.
وبالتالي، يجب على النخبة -من نوع الأشخاص الذين يقرؤون ويكتبون لمجلة “فورين بوليسي”- أن يقترحوا هدنة.
إذا حاولنا أن نحب مواطنينا مرة أخرى، وإذا كنا على ثقة من أن معظم الناس مدفوعون أساسًا بمخاوف معقولة، وإذا لم تعد مؤسساتنا السياسية والثقافية تعاملهم مثل البرابرة عند البوابات، فقد تكون لدينا فرصة للعودة إلى نوع من السلام الاجتماعي.
وقد يساعدنا ذلك على مقاومة الشعبويين الاستبداديين بأفضل طريقة ممكنة: بضربهم في صناديق الاقتراع.
*ياشا مونك Yascha Mounk: واحد من الخبراء العالميين البارزين في أزمة الديمقراطية الليبرالية وصعود الشعبوية. مؤلف لأربعة كتب تُرجمت إلى أكثر من عشر لغات، وهو أستاذ مشارك في ممارسة الشؤون الدولية بجامعة جونز هوبكنز، ومحرر مساهم في مجلة “ذا أتلانتِك”، وزميل أول في مجلس العلاقات الخارجية، ومؤسس مجلة “إقناع” Persuasion الإلكترونية، ومضيف بودكاست The Good Fight.
*نشرت هذه المداخلة تحت عنوان: Cease-Fire in the Culture Wars