الرئيسة \  تقارير  \  “فورين بوليسي”: لماذا يشعر الأوربيون بالقلق من محادثات بايدن وبوتين؟

“فورين بوليسي”: لماذا يشعر الأوربيون بالقلق من محادثات بايدن وبوتين؟

16.12.2021
عبدالرحمن النجار


الساسة بوست
الاربعاء 15/12/2021
قال كولم كوين في مقال على موقع “فورين بوليسي” إن الحكومة الأمريكية تبذل قصارى جهدها لطمأنة حلفاء الناتو بعد مؤتمر الفيديو الذي عقد مؤخرًا بين بايدن وبوتين، وردت أنباء تفيد بأن الحلفاء أصيبوا بالفزع من تعليقات بايدن عقب المكالمة، عندما قال إنه سينظر في مخاوف روسيا بشأن الناتو وسيعقد محادثات متعددة الأطراف رفيعة المستوى لمعرفة “ما إذا كان بإمكاننا العمل على أي تسوية فيما يتعلق بخفض التوتر أم لا. على طول الجبهة الشرقية”.
محادثة بايدن وبوتين.. هل هي محاولة استرضاء؟
مساء الخميس – يشير كوين – تحدث بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالإضافة إلى زعماء تسعة أعضاء من أوروبا الشرقية في الناتو، المعروفين باسم مجموعة بوخارست التسعة، لتهدئة المخاوف من أن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع نهج منفصل لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا. بالنسبة لإيفو دالدر، كما قال السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والرئيس الحالي لمجلس شيكاجو للشؤون العالمية؛ أنه ربما كانت الدعوات المتسرعة تتعلق بتوضيح تعليقات بايدن أكثر من أي تحول في سياسة البيت الأبيض.
قال دالدر: “لا أعتقد أنهم أرادوا التلميح بأي شكل إلى أن سياسة إدارته هي استرضاء أو محاولة الاستسلام لروسيا سواء في الرواية التاريخية أو الجيوسياسية”؛ إذا كان بايدن يحاول تهدئة التوترات في منطقته، فلماذا يشعر أعضاء الناتو في أوروبا الشرقية بهذا القلق؟ أجابت لورين سبيرانزا، مديرة الدفاع والأمن عبر الأطلسي في مركز تحليل السياسة الأوروبية، لمجلة فورين بوليسي إن الأمر يعود جزئيًا إلى طبيعة المناقشات، حيث يشعر الأعضاء الشرقيون بأنهم مستبعدون من المحادثات التي يمكن أن تؤثر عليهم بشكل مباشر.
ثم هناك المزيد من المخاوف الوجودية، مثل ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لروسيا بممارسة حق النقض (الفيتو) بحكم الأمر الواقع على توسع الناتو في المستقبل، وبمعنى أوسع، ما إذا كانت الولايات المتحدة تركز على المنطقة بأي قدرة طويلة الأجل ، خاصة بالنظر إلى اهتمام إدارة بايدن بآسيا؛ وأضافتسبيرانزا: “جزء من القلق من الحلفاء الشرقيين هو أنهم لا يريدون أن تستسلم الولايات المتحدة للمطالب الروسية من أجل تهدئة هذه القضية حتى يهتموا بمناطق أخرى ويهملوا المخاوف الأمنية الأوروبية”.
وجدد بوتين يوم الخميس موقفه العلني بشأن علاقة أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. قال بوتين “نحن قلقون بشأن احتمالات انضمام أوكرانيا إلى الناتو لأنه سيؤدي بالتأكيد إلى نشر وحدات عسكرية وقواعد وأسلحة تشكل تهديدًا لنا”، مشيرًا إلى مخاوف بشأن أنظمة الدفاع الصاروخي الموجودة بالفعل في بولندا ورومانيا، وأضاف بوتين: “لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن الأمر نفسه سيحدث إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو ولكن على الأراضي الأوكرانية. كيف لا نفكر في ذلك؟ سيكون إغفالًا إجراميًا من جانبنا أن نقف متفرجين على ما يحدث”.
المزيد من العقبات الدبلوماسية           
يرى الكاتب أن وضع أوكرانيا كعضو في الناتو يمثل صداعًا كان من الممكن تجنبه لولا محاولات إدارة جورج دبليو بوش في عام 2008 لوعد كل من أوكرانيا وجورجيا بالعضوية المستقبلية، وهو نهج عارضته فرنسا وألمانيا، وهذا الوعد لم يغضب روسيا فحسب؛ لقد أوقف توسع الناتو إلى حد كبير في مساراته، ويقول دالدر: “لقد أفسدنا سياسة ناجحة للغاية تتمثل في ضم البلدان ببطء عندما تكون جاهزة وعندما يكون الناتو جاهزًا. الآن، حلف الناتو لم يعد جاهزًا، وأصبحت أوكرانيا وجورجيا مصدر إزعاج في الحلف”.
ومع تهدئة مخاوف الحلفاء إلى حد ما، يواجه بايدن المزيد من العقبات الدبلوماسية التي يجب التغلب عليها، بدءًا من المحادثات المحتملة مع روسيا، على الأرجح جنبًا إلى جنب مع أعضاء الناتو فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وقد كشفت أولجا أوليكر، مديرة أوروبا وآسيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية، لفورين بوليسي عن الخطوات اللازمة للحد من التوترات وتتمثل في مزيج من الردع، وخفض التصعيد، ومزيد من الجهود الدبلوماسية، كما يمكن أن تتنوع هذه الخطوات من التعهد بالحد من عدد القوات العسكرية التقليدية الموجودة في المنطقة إلى تقليص الأعمال التي تعتبر استفزازية، مثل التدريبات البحرية في البحر الأسود. إذ قالت أوليكر: “يمكنك تخفيف التوتر دون الحاجة إلى القول إن الجانب الآخر على حق”.