الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وزير الخارجية الايراني..ماذا يريد؟

وزير الخارجية الايراني..ماذا يريد؟

08.05.2013
سلطان حطاب

سلطان الحطاب
الرأي الاردنية
الاربعاء 8/5/2013
توفر غطاء الزيارة لوزير الخارجية الايراني لزيارة عمان، لمناسبة افتتاح مقر السفارة الايرانية الجديد والا كان الموعد مضى في التأجيل، فالأردن يقرأ الموقف الايراني حتى بدون زيارة الوزير علي صالحي ويرى انه ما زال يحتاج إلى كثير من التعديلات ليصبح مقبولاً وحتى لا يستمر توزيع الأدوار ما بين الحرس الثوري والحكومة والخارجية والمعتدلين والصقور وهو الأمر الذي إن جاز في صرف المواقف فإنه لا يجوز في العلاقات بين الدول ان كانت حريصة على تطوير علاقاتها..
في اعتقادي أن الوزير الايراني يدرك أهمية الدور الأردني في هذه المرحلة كموقع جغرافي وكتحرك سياسي يفتح على الموقف الدولي برمته خاصة موقف الولايات المتحدة الأمريكية ومواقف الدول الغربية سواء من كان منها من أصدقاء سوريا أو من لم يكن..
ايران الان تريد أن تشتري الوقت لها ولحليفها النظام في سوريا وفي قراءتها للمشهد تريد أن تقرأ على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» حين تبدأ في تسجيل المشهد ابتداء من العدوان الاسرائيلي الأخير على سوريا والذي أرادت ايران كما النظام السوري توظيف ذلك لصالح النظام وليس لصالح سوريا فما زالت صفة المقاومة المرتبطة بالنظام السوري من وجهة النظر الايرانية غير مفهومة فأين هي المقاومة لدى النظام السوري ولماذا لا تعبر عن نفسها في رد العدوان حتى لا يسأل الوزير عن ردة فعل دول الجوار العربية..
في عمان التي كظمت الغيظ أمام التصريحات الايرانية والاتهامية التي صدرت من ايران قبل ايام ومن جانب أكثر من مرجعية سيجد الوزير كلاماً مقتضباً وواضحاً يدعو إلى ضرورة حل المشكلة السورية بأسلوب سياسي وسلمي يأخذ في عين الاعتبار مصلحة الشعب السوري سواء من يقتل بفتح الياء أو يُقتل بضم الياء فسوريا هي الخاسر الأكبر وعلى ايران أن تدرك وهي تؤيد النظام السوري في استمرار قصف شعبه وتهجيره أنها أصبحت جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل..
في عمان سيسمع الضيف الايراني وجهة نظر متكاملة تأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر العديد من الأطراف المؤثرة والمهتمة بالأزمة السورية ووجهة النظر الاردنية ليست أحادية وانما تفتح على وجه نظر العديد من الشركاء في الاقليم وعبر الأمم المتحدة ودول العالم حيث ما زال الأردن يرى أن الحل سياسي في سوريا وأنه ضد التصعيد والضرب لايران..
المشهد الذي يراه الأردن مرسوم من مكونات عديدة تدرك ايران أهمية أن تستمع لها فالملك عبد الله الثاني كان في واشنطن وهو يرى حيرة المجتمع الدولي وقلقه وقد حذر من تداعيات ذلك ومن اصطفاف مصالح دول أجنبية رأت أن القضية السورية قد جرى تدويلها ورهنها نتاج لتحالفات النظام نفسه مع مجموعة دول على رأسها ايران..
الوزير يتحدث عن ضرورة أن تغير دول الجوار مواقفها من النظام السوري لصالحه وضد شعبه فقد جرى تجيير قوى سياسية وأمنية وعسكرية في لبنان (حزب الله) وفي العراق (الحكومة وفصائل) لصالح وجهة النظر الايرانية وقامت محاولات ايرانية جادة لاعادة انتاج دور مصري مختلف عليه وقد نجحت ايران إلى حد ما في تغيير الموقف المصري الذي تجري مقايضته وبقي الموقف الأردني الذي تحاول ايران معه بسياسة الترهيب والترغيب في محاولة لالزام الأردن بمواقف تراها ايران أنسب..وقد أرادت مقايضة الأردن على مسألة دعم اللاجئين السوريين
على جبهة تركيا فالموقف التركي واضح ولذا فإن ايران لا تراهن على تغييره في حين تعتقد أن الموقف الاردني يمكن أن يتغير.
ايران تريد مواقف محددة لتجد أن الأردن يفتح أمامها ملفاً كبيراً لم تجب على أي سؤال من أسئلته المتعلقة بجزر الامارات التي يجري التصعيد فيها وعليها من جانب ايران وأيضاً الملف البحريني الذي أمعنت ايران في التدخل فيه وكأنها تغطي الشمس بغربال..
الايرانيون ما زالوا يعتقدون كما اعتقد صدام من قبل أن الولايات المتحدة لن تضرب وهم يراهنون على قوتهم ويذهبون إلى حد تسويغ مواقفهم التي يتفهم الأردن بعضها ولكنه لا يستطيع ان يتفهم بعضها الآخر خاصة أمام الاصطفاف الدولي المستفز في الموضوع النووي..
يقرأ الأردن على الضيف المشهد الدولي في آخر تعقيداته ويبدو أن الضيف سيمضي دون استيعاب كثير من الدروس خاصة بعد أن وضع الايرانيون دمشق وطهران في كفة واحدة وأصروا على ربط الاثنتين معاً باسم التحالف الاستراتيجي والمقاومة ..فهل يدركون ولو متأخرين ان ما بين السطور من مواقفهم هو اعمق من ما تحمله العبارات المروجة والتي حملوها الى عدد من العواصم في المنطقة وأن الشعب السوري الذي يقاوم الطاغوت أصبح رهينة وورقة في الملعب الدولي..