الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وسط دمار الحرب كيف تستعد سوريا للتصدي لكورونا؟ مصادر تقول إن بعض الحالات تعالج في مستشفيات عسكرية

وسط دمار الحرب كيف تستعد سوريا للتصدي لكورونا؟ مصادر تقول إن بعض الحالات تعالج في مستشفيات عسكرية

26.03.2020
الشرق الاوسط


بيروت: "الشرق الأوسط أونلاين"
الاربعاء 25/3/2020
يقول أطباء وعاملون في مجال الإغاثة إن وصول فيروس كورونا إلى سوريا يثير احتمال انتشار وباء قاتل وسط سكان عانوا أهوال الحرب على مدار 9 سنوات، وإن خراب المستشفيات وتكدس المخيمات سيساعدان على الأرجح على سرعة انتشار العدوى.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت، يوم الأحد، عن اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس، بعد أن أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أنه سبق رصده، لكن تم التستر عليه، وهو اتهام نفى المسؤولون صحته، وفرضوا مجموعة من التدابير المشددة، في ضوء انتشار المرض في دول مجاورة، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، ومجموعة من المسعفين الطبيين، إنه لم يتأكد وجود أي حالات في شمال غربي سوريا الذي يخضع لسيطرة المعارضة، غير أن أعراضاً محتملة للمرض تظهر على مرضى منذ أسابيع، وإن 300 جهاز للكشف عن الفيروس ستصل خلال يومين.
وأوضحت ريتشل سايدر، مستشارة المجلس النرويجي للاجئين أن "البنية التحتية والخدمات الأساسية الصحية تعرضت كلها للدمار في جانب كبير من البلاد... ومن المرجح جداً أن يكون السوريون من الأشد عرضة للتأثر بانتشار الفيروس عالمياً". وأضافت: "الواضح جداً أنهم ليسوا جاهزين بأي حال من الأحوال لأي انتشار" للمرض.
وفي دمشق، يوم الاثنين، كانت أعداد كبيرة من المارة لا تزال في الشوارع، كثيرون منهم يضعون الأقنعة الواقية، وذلك رغم القيود المفروضة، مثل إغلاق المدارس والأعمال وحظر وسائل النقل العام وتعليق رحلات الطيران.
من جهته، قال سامر خضر، مدير مستشفى دمشق، إن كل المستشفيات الخاصة والعامة في مختلف أنحاء البلاد جاهزة، بموجب خطة وطنية للتعامل مع الفيروس.
ويقول سكان إن أسعار المطهرات والأقنعة قد ارتفعت بشدة في العاصمة التي شهدت إقبالاً شديداً على شراء السلع في الأيام الأخيرة.
بدوره، قال رئيس منظمة أهلية محلية مقرها دمشق إن قدرات الكشف عن حالات الإصابة محدودة، وإنه لا يوجد سوى معمل رئيسي واحد لإجراء اختبارات الفيروس حتى الآن. وأضاف، طالباً إخفاء هويته، أن بعض الحالات تعالج في مستشفيات عسكرية.
ورغم الإعلان عن حالة واحدة، رجح دبلوماسي أن يكون الفيروس منتشراً على نطاق أوسع من المعلومات المتاحة بسبب ضعف قدرات الكشف وغياب الشفافية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة هددت الأطباء، وطالبتهم بعدم الكشف عن الحالات. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد: "صدرت للأطباء تعليمات بالإشارة إلى الحالات التي يشتبه بأنها عدوى بالكورونا على أنها التهاب رئوي حاد". فيما قال مصدر بالأمم المتحدة إن 3 سوريين في بيروت أظهرت الاختبارات إصابتهم بالفيروس في مطلع الأسبوع وصلوا من سوريا في الآونة الأخيرة.
ونفت الحكومة التستر على أي حالات، رغم أن العلاقات الوثيقة التي تربطها بإيران، حليفها الإقليمي وأكثر دول الشرق الأوسط تأثراً بأزمة الكورونا، زادت من احتمالات انتشار الفيروس.
وفي سياق متصل، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، اليوم، إلى وقف فوري لإطلاق النار بجميع أنحاء البلاد، ليتسنى بذل "جهود شاملة" للقضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ودعا المبعوث غير بيدرسن، في بيان، إلى "الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى" لأسباب إنسانية في سوريا، ووصول العاملين في المجال الطبي إلى مرافق الاحتجاز، للمساعدة في ضمان توفير الرعاية الطبية المناسبة للنزلاء.
ويعيش نازحون سوريون في مخيمات مؤقتة مزدحمة، الأمر الذي يثير قلق العاملين في المجال الطبي من أن يفتك المرض بأعداد كبيرة. وقد أدى هجوم تشنه قوات النظام السوري، بدعم روسي، إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص في الشهور الأخيرة، مما أحدث حالة من الفوضى في البنية التحتية.
وقال أحمد الدبيس، من جمعية أوسم الطبية الخيرية التي تعمل في مناطق المعارضة ومقرها في الولايات المتحدة، إن القتال في العام الأخير دمر جانباً كبيراً من المنشآت الطبية بالمنطقة، ولم يبقَ فيها سوى 175 جهازاً للتنفس الصناعي.
وأضاف الدبيس: "لم تستطع دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وغيرها النجاة من أزمة فيروس كورونا، فكيف سيكون الحال في شمال غربي سوريا؟".
وسيسمح وصول أجهزة الاختبار هذا الأسبوع، رغم محدوديتها، للأطباء بأن يبدأوا أخيراً الكشف عن الفيروس. وقد تم إرسال عدد قليل من الاختبارات إلى تركيا للفحص حتى الآن، لكن لم تتأكد إيجابية أي منها.
من جانبه، قال الطبيب بشير تاج الدين الذي يعمل مع الجمعية الطبية السورية - الأميركية في إدلب: "حالات كثيرة تأتي إلى المنشآت والمستشفيات وعليها الأعراض، لكن ليست لدينا القدرة على التشخيص".