الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وسقطت ورقة التّوت يا حسن نصر الله

وسقطت ورقة التّوت يا حسن نصر الله

02.06.2013
ربيعة بن صباح الكواري

الشرق
الاحد 2-6-2013
سقط اسم "حزب عدو الله" من قاموسنا السياسي العربي المعاصر، فبعد ذلك السجل الحافل بمشاريع المقاومة اللبنانبة الباسلة — كما يسمونه — لتحرير لبنان من الغزاة المعتدين، تحول هذا الحزب وقادته في يوم وليلة الى ساحة للمجرمين في قتل المسلمين، لا هدف لديهم إلا توجيه سلاحهم الفتاك تجاه إخوانهم الابرياء في سوريا الصامدة، التي قادتها الثورة قبل اكثر من سنتين لتحرير الوطن من براثن الحكام الطغاة وظلم واستبداد هؤلاء القتلة، ولكي تعود سوريا حرة أبية أسوة بالبلدان التي بدأتها تلك الثورات من اجل تنفس الصعداء ونيل الحرية الكاملة، شاء من شاء وأبى من أبى.
تذكرني عبارة "المقاومة اللبنانية"، بتلك الشعارات التي حلت في بعض المجتمعات العربية على مدى عقود مضت بعد ظهور القومية العربية، وكان هدفها الدفاع عن الأرض — كما تدعي — من خلال رفع شعار "المقاومة"، ولكن مع "حزب عدو الله" تبين بمرور الزمن انها شعارات زائفة وكاذبة لا تتمشى مع تلك الشعارات الوطنية والعروبية المخلصة، بل تتمشى مع نشر الطائفية، كما هو الحال مع هذا الحزب الذي عرف عنه بأنه لبناني الاقامة، طائفي الهوى، ايراني المنبع!!
** المخططات الايرانية ووأدها في مهدها:
لا يشك احد منا بان "حزب عدو الله" جاء الى لبنان بمباركة ايرانية، وتم التخطيط له ليقيم في هذا البلد بأجندة واضحة بهدف "التفريق بين السنة والشيعة وزرع الشقاق بين الفرقتين ليقودوا العالمين العربي والاسلامي من جديد". والمؤامرات التي جرى كشفها خلال السنوات القليلة الماضية في بعض دول المنطقة اظهرت للعالم ان هناك مخططات ايرانية لضرب الجبهة الداخلية لدولنا بأي طريقة كانت، لبسط النفوذ ومن ثم الاستيلاء على السلطة. ولاشك ان دولنا هي المستهدفة من هذه المخططات، ولكن هيهات ان يتحقق هذا الحلم ما دامت هناك ارادة سياسية لقادة وشعوب واعية قادرة على دحض مثل هذه المؤامرات ووأدها وهي في مهدها. ودعوني هنا أقتبس ما قاله قبل ايام أحد الكتاب العرب: "حزب الله كذبة كبرى وصدقناها من 2006 إلى 2013، فمن من العرب لا يزال مسحوراً بهذا الكذب الفاضح؟!"
** الاعلام الايراني وتشويه صورة دول المنطقة
منذ انطلاق الثورة السورية المباركة والاعلام الايراني يسعى لنشر الفتن الطائفية وإثارة القلاقل بين الشعوب العربية والاسلامية لتحقيق اهدافه بأي طريقة كانت، والمتتبع لذلك المشهد اليوم يجد مدى عمق ألاعيبه وأساليبه الخبيثة لتشويه الحقائق من باب العمل على:
اولا: اثارة الفتن بين الشعوب الخليجية بشكل خاص، وشق الصفين العربي والاسلامي بشكل عام واظهار الجاليات الايرانية التي تقيم في دول المنطقة بأنها مظلومة وحان الوقت لتحريرها من الظلم وهي اكذوبة قديمة تتجدد في كل وقت، مع اظهار ايضا ان العالم يتكالب على الشيعة في سوريا وانه لابد من الابقاء على النظام الحاكم فيه مهما كلف الثمن لحماية شيعته.
ثانيا: فتح باب الجهاد للايرانيين وشيعة العالم للانضمام الى جبهة "حزب عدو الله" دفاعا عن مذهبهم، وهي أكذوبة لا اساس لها من الصحة، ومن الاساليب الاعلامية الرخيصة التي ينشرها الاعلام الايراني عبر بعض الفضائيات التي تبث من ايران ولبنان والعراق وروسيا وبريطانيا بشكل خاص!!
** هل اقتربت نهاية حزب عدوّ الله؟
لا شك ان نهاية "حزب عدو الله" باتت وشيكة كما هو واضح من الاحداث الاخيرة في سوريا، فبعد مشهد المذابح وحرب الابادة التي وقعت في "القصير" السورية غدا العالم يشعر بأن هذا الحزب وقادته سينتحرون على ابواب سوريا الصامدة ورجالها وأطفالها الابطال الذين يدافعون عنها اليوم بكل ما أوتوا من قوة ودون خوف الا من الله وليس من "حزب عدو الله" الذي يستقبل الاسلحة من النظام الحاكم في سوريا وايران وروسيا، وبصمت فاضح من اغلب المنظمات الحقوقية والانسانية في العالم. هذا المشهد الذي قال عنه الكثير من المحللين بأنه قد يكون الفصل الاخير في مسيرة "حزب عدو الله"، قد يكون القدر المحتوم الذي سينهي أسطورة ذلك الحزب قريبا، لان الدفاع عن الطائفية والمساهمة في ادخال لبنان في كل صغيرة وكبيرة سيجعلان الشعب اللبناني يثور على ذلك الحزب لطرده من أراضيه — عاجلا او آجلا — فقد تعدى كل الخطوط الحمراء لسيادة لبنان.
وهنا أتذكر أحد تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عندما علق على حرب لبنان في تموز 2006 م وهو ما يؤكد اليوم صحة رأيه بعد مرور سنوات على تلك الحرب، حيث وصف ما حققه حزب الله في مقاومته لإسرائيل قائلا: "إن الانتصار الحقيقي للبنان هو أن يعيد بناء ما دمر ويلتف حوله وتكون هناك وحدة في الموقف اللبناني، وأن يكتسب لبنان شرعيته وسيادة الحكومة على كامل الأراضي اللبنانية، كما ان الانتصار دائما على النفس هو أصعب من الانتصار على العدو، وما يحتاجه لبنان الآن هو الانتصار على النفس أكثر من أي شيء آخر ".
بينما يقول بعض المحللين اليوم:
ان اسرائل تتابع المشهد السوري باهتمام شديد وتنتظر لحظة السقوط المدوي للاسد وحزب عدو الله لتنتقم وتوجه ضربتها الساحقة لإنهاء هاتين القوتين في المنطقة. ولقد قالوا كذلك: ان استعمال عبارة: "سقطت ورقة التوت"، جاء للتعبير عن انكشاف خزي من كان خزيه مستوراً.
** أشعار مكتوبة في الأمة المنكوبة
لا نملك أمام هذا الموقف المخزي لـ "حزب عدو الله"، الا ان نردد ما قاله احد الشعراء عبر هذه الابيات الرائعة التي تعكس واقع الصدمة المؤلمة لأحداث الأمة، ومنها بكل تأكيد مجازر الابرياء في "القصير" السورية:
يا مـبدع الخلق انّي قد مددت يدي / اشكو اليك أناسا ضيّعوا الدينا
عاثـوا فسادا وهـم أبناء جلدتنـــا / كأنّهــم مسخـوا مثل الشياطينا
يا ربّ ان شئت أسقط فوقهم كسفا / أو اهدهم بعدما عاشوا مضلّينا
ولا تسـلّط علينا من عصاك فلــم / يخشــى العقاب ولم يأخذ بأيدنا
وعد بنا يا الهي نحو مصحفنــا / فهو العـلاج وحــــكم الله يشفينا
ما خاب من سأل المولى هدايته / ولـم يهن أبدا مـــن قال: آمينا
** كلمة أخيرة:
خير من يعلمنا الدروس دائما هو التاريخ، فمشهد انتحار " أدولف هتلر " بعد خسارته الحرب العالمية الثانية عام 1945 م قد يتكرر اليوم في سوريا من خلال هؤلاء الجزارين الذين بيدهم أعلنوا مراسم دفنهم!!