الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وسيط فلسطيني لذبح مخيم اليرموك

وسيط فلسطيني لذبح مخيم اليرموك

20.01.2014
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
الاحد 19/1/2014
الشعب الفلسطيني يعيش حالة مأساوية بسبب الاحتلال الإسرائيلي والعجز العربي، لكن المصيبة الكبرى هي افتقاره لقيادة تدافع عن مصالحه ووجوده وحقه في الحياة، ولعل ما يجري في مخيم اليرموك في سوريا أفضل دليل على ذلك.
فنظام الأسد الإرهابي يحاصر المخيم منذ أكثر من عام ونصف، ويشدد عليه الخناق ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء منذ 6 أشهر، ويشن على المخيم حرب إبادة تستهدف أكثر من 20 ألف فلسطيني (40 ألف فلسطيني حسب أرقام غير رسمية)، أدت إلى موت 49 فلسطينيا جوعى حتى الآن في الشهور الثلاثة الأخيرة، بمعدل وفاة كل يومين، مما دفع الأمم المتحدة من التحذير من كارثة إنسانية كبيرة في المخيم.
مصيبة الشعب الفلسطيني في "قيادته المفترضة"، أنه اختار زعيم سلطة رام الله محمود عباس، موفدا إلى سوريا لفك الحصار عن مخيم اليرموك، هذا الموفد "مناضل" اسمه أحمد مجدلاني، يشغل منصب "عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي"، لا ندري أين ناضلت، ولا عن أي شعب دافعت، وهي مثلها مثل تنظيمات فلسطينية أخرى جميعها مجرد أسماء، جميع عناصرها لا يكفون لملء حافلة واحدة، وهي لم تكن أكثر من امتداد لهذا النظام العربي أو ذاك، ودائما ما كانت خنجرا في خاصرة الشعب الفلسطيني، فالقوى المحسوبة على الفلسطينيين والتابعة لنظام الأسد في سوريا شنت حروبا على المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأسهمت بحصارها، كما تفعل حاليا"القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل التي تشارك قوات الأسد وميليشيات الدفاع العلوية، وعناصر حزب الله اللبنانية والميليشيات العراقية والحرس الثوري الإيراني بحصار مخيم اليرموك.
"المناضل" مجدلاني اتهم تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة في الجيش الحر بمهاجمة المخيم منذ عام، وهو ذات التصريح الذي أطلقه وليد المعلم، وزير خارجية الأسد في موسكو، وقال مجدلاني ما نصه: "المجموعات المسلحة المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة "داعش والنصرة" في سوريا تتحمل مسؤولية إعاقة إدخال المواد الغذائية إلى مخيم اليرموك، ما أدى إلى وجود كارثة إنسانية داخله.. وهذه الجماعات قامت بتشريد نحو 360 ألف لاجئ فلسطيني من 11 مخيما، و3 تجمعات للاجئين، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2012، أغلبهم من مخيم اليرموك"، ولم يفوت مجدلاني الفرصة بالطبع لمهاجمة حماس قائلا: "تنظيمات محسوبة على حركة حماس أمثال أكناف بيت المقدس والعهدة العمرية متحصنة أيضا داخل مخيم اليرموك، وأنا أطالب حماس بإصدار بيان تعلن فيه التبرؤ من هذه التنظيمات".
وأضاف: "حاولنا إخراج الحالات الإنسانية والطبية والطلاب من داخل المخيم، وهو أمر رفضته هذه الجماعات، وواجهته بإطلاق نار، ونحن نعلم من أطلق النار".
كانت هناك محاولة لإدخال مواد غذائية إلى المخيم بالتعاون والتنسيق مع الأونروا والدولة السورية التي وفرت الأمن والحماية لقافلة المساعدات بوفد عسكري يترأسه ضابط رفيع في الجيش السوري، وعبر الطريق التي اختارتها الأونروا ذاتها، وقبيل وصولنا إلى المنطقة المتفق عليها بدأ القصف علينا وجرى إطلاق النار من داخل المخيم".
الرد على تصريحات مجدلاني جاءت من الأمم المتحدة والمعارضة السورية ، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة "إن إطلاق رصاص أرغم الأمم المتحدة على إلغاء توصيل شحنة أغذية ولقاحات لشلل الأطفال إلى المخيم المحاصر بعد أن طالبتها الحكومة السورية بالمرور عبر طريق غير مباشر وخطير"،
واتهم عمال إغاثة السلطات السورية بتعطيل الإمدادات إلى المناطق المحاصرة ومنها مخيم اليرموك وتهديد القوافل بالطرد إذا حاولت تفادي العقبات البيروقراطية لمساعدة عشرات آلاف المحاصرين".
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إن النظام السوري صرح لقافلة من ست شاحنات بإمداد ستة آلاف شخص بالغذاء وعشرة آلاف شخص بلقاحات شلل الأطفال وبإمدادات طبية لمخيم اليرموك، وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا في بيان"إن السلطات السورية طلبت استخدام المدخل الجنوبي لليرموك".
وأضاف " هذا يعني قيادة الشاحنات لمسافة 20 كيلومتراً "عبر منطقة تشهد صراعاً مكثفاً ومسلحاً.."، ومن المعروف أن هذا الطريق تسيطر عليه المليشيات المؤيدة لنظام الأسد.
أما المعارض السوري المستقل فواز تللو فقد وصف تصريحات المجدلاني بأنها مجانبة للحقيقة، وأن مسؤولية ما يحدث في المخيم والمناطق السورية المحاصرة يتحملها نظام الأسد وليس الجيش الحر.
وأكد تللو أن تصريحات مجدلاني جاءت بعد فشله في إقناع النظام بفك الحصار عن المخيم وإغاثة الفلسطينيين وإدخال المساعدات للمحاصرين الذين يموتون جوعاً يومياً.
واعتبر أن هذه التصريحات تصب في مصلحة النظام الذي استخدم تصريحات المجدلاني كغطاء سياسي يبرر له إلقاء البراميل المتفجرة على الفلسطينيين في المخيم بحجة محاربة التنظيمات الإرهابية، وهذا ما حصل فور انتهاء المؤتمر الصحفي للمجدلاني، وأضاف تللو أن تصريحات المجدلاني ستبرر استمرار حصار المخيم الذي بدأ سكانه يموتون من الجوع".
تصريحات المجدلاني التي يبرئ فيها نظام الأسد من جريمة حصار وإبادة الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك، عينة ذات دلالة على الأداء البائس لقيادة منظمة التحرير، ودليل على أن هذه القيادة لا تمثل الشعب الفلسطيني، فلو كانت تمثله لما تركت الفلسطينيين في مخيم اليرموك تحت رحمة ميليشيات الأسد الإجرامية ولا بادرت إلى منح النظام المجرم "صك تبرئة" وغطاء لقصف المخيم بالبراميل المتفجرة.
إن الشعب الفلسطيني منكوب بقيادته المفترضة، بمقدار نكبته من الاحتلال الإسرائيلي ومن إجرام نظام الأسد، وهذا ما يبرر رفع الصوت عاليا للمطالبة بقيادة شرعية تمثل الشعب الفلسطيني.