الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "وصفة" أخيرة لحل الأزمة السورية

"وصفة" أخيرة لحل الأزمة السورية

18.05.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 18/5/2013
لم يأت الرئيس الأميركي باراك أباما بجديد حين قال أول من أمس إنه لا توجد "وصفة سحرية" لإنهاء النزاع في سورية، أما تعهده مع رئيس الوزراء التركي إردوغان بتشديد الضغط على نظام الأسد فالغالب أنه لن يقدم أو يؤخر، فكل الضغوطات السابقة لم تنفع في ردع النظام وإيقاف آلة القتل.
أما "الوصفة" غير السحرية فقد كانت وما زالت موجودة منذ بداية الأحداث وقبل أن تتسلح الثورة حين شرع النظام بقتل المتظاهرين متحدثا عن عصابات مسلحة ومندسين وإرهابيين وسلفيين وما إلى ذلك من مصطلحات احتار في لصقها بالمتظاهرين، فلا منطق أبداً يبيح لنظام قتل شعبه في مختلف القوانين والأعراف الدولية، وما تم تطبيقه على غير نظام الأسد كان يمكن تطبيقه عليه، غير أن الصمت والتهاون في مواجهة الحماية الروسية للأسد هما اللذان تغلبا على موضوع حماية الشعب، فظهرت منظمة الأمم المتحدة عاجزة عن فعل شيء، خاضعة لسيطرة "الفيتو" برغم وجود إجماع دولي عدا أصوات معدودة على إدانة نظام الأسد.
وبعيدا عن "وصفة" الأمم المتحدة، أتيحت أكثر من فرصة لحلف الناتو للتدخل، وهو لا يحتاج (فيتو) ولا غيره، إذ يكفيه اعتداء على دولة عضو فيه لتطلب تدخله لردع المعتدي، لكن تركيا سكتت في وقت مبكر من الثورة على اعتداءات النظام على أراضيها وأضاعت "الوصفة"، واستمر النظام السوري يعيث فسادا في أراضي دولته وفي تركيا أيضا التي لم تسلم - بحسب التصريحات التركية - من سياراته المفخخة المتفجرة التي أودت بأرواح العشرات من الأتراك، وبرغم ذلك لم تظهر "الوصفة" بعد.
الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الشعب السوري راح ضحية التخاذل الدولي، فالعرب وفي مقدمتهم المملكة فعلوا كل ما في وسعهم وتقدموا مرات عدة للأمم المتحدة بمشروعات قرارات تساعد على حل الأزمة السورية قبل أن تتفاقم، لكنهم اصطدموا بالعقبة الروسية.
خلاصة القول، ما زالت هناك بقية من أمل لإنهاء الصراع ومن ثم البدء بإعادة الإعمار وتلك مهمة طويلة. فإن فهم الروس "وصفة" فرنسا التي أعلن رئيسها أول من أمس أن مصلحة روسيا تكمن في رحيل الأسد، فقد يحمل مؤتمر جنيف المزمع بعض الإيجابيات، وإن لم يفهموا، فسيستمر تدهور الأوضاع أكثر.