الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وضوحٌ ما بعده وضوح هذا ما يريده الروس !

وضوحٌ ما بعده وضوح هذا ما يريده الروس !

29.12.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاثنين28/12/2015  
بعد اغتيال قائد جيش الإسلام زهران علوش وبهذه الطريقة وفي هذا الوقت فإنه لم يبق هناك أدنى شك بأنَّ روسيا "متآمرة" منذ البدايات منذ عام 2011 وربما قبل ذلك على الشعب السوري وأنها بالتالي هي التي تتحمل مسؤولية كل ما حلَّ بسوريا من مآس وويلات بما في ذلك قتل مئات الألوف من السوريين وتهجير الملايين من بيوتهم ومدنهم وقراهم ونثرهم في أربع رياح الأرض كمشردين ابتلعت الكثير منهم بحور الظلمات.
لقد ثبت أن روسيا التي, غدت تحتل سوريا احتلالاً مباشراً لا يقل وطأة عن الإسرائيلي لفلسطين, هي من تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي وهي من استخدمه كمبرر للإبقاء على نظام بشار الأسد ولذبح المعارضة الوطنية السورية المعتدلة والدليل أنها وفي اليوم الذي اغتالت فيه زهران علوش ومعه بعض قادة جيش الإسلام كانت تعد لنقل الألوف من منتسبي هذا التنظيم وعائلاتهم وإيصالهم "غانمين سالمين" إلى مدينة الرقة ربما لينضموا إلى المدافعين عنها ضد تحالف سورية الديموقراطية الذي بات يسيطر على سد تشرين على نهر الفرات.
إن هدف اغتيال زهران علوش ومن معه الآن وفي هذه المرحلة الحرجة جدّاً يدل على أن الروس عازمون على التخلص من المعارضة الوطنية المسلحة (المعتدلة) من أجل الإبقاء على نظام الأسد للأبد.. وحقيقة من أجل إفشال مؤتمر الرياض ومؤتمر نيويورك الأخير وأيضاً من أجل تدمير كل محاولات الحل السلمي السابقة على أساس: "جنيف1" الذي يبدو أنه أصبح نسياً منسياً.
كان البعض يعتبرون اتهام روسيا باحتضان تنظيم "داعش" بأنه تجن على حقائق الأمور والآن فإن المفترض أن حتى أعمى البصر والبصيرة بات يدرك هذه الحقائق وإلَّا ما معنى أن يتواصل استهداف الروس قبل احتلالهم المعلن لسورية وبعد ذلك للمعارضة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وفسْح المجال لمن يسمي نفسه الدولة الإسلامية ليسرح ويمرح ويسلب وينهب ويفعل ما يريده في كل مكان في هذا البلد العربي الذي غدا محتلاً احتلالاً مباشراً وبكل معنى الكلمة.
لقد بات واضحاً أن الروس ماضون في مخطط القضاء على الثورة السورية التي بدأت بأحداث درعا المعروفة عام 2011 وأنهم مصممون على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل نحو خمسة أعوام والإبقاء على بشار الأسد إلى الأبد مكافأة له على فتح أبواب سورية على مصاريعها لاحتلالهم الذي لم يعد هناك ولو أدنى شك بأنه سيصبح بلا نهاية طالما أن أقدام فلاديمير بوتين قد وصلت إلى المياه الدافئة التي كان الوصول إليها حلماً راود القياصرة وراود "الرفاق" من قادة الاتحاد السوفياتي الذي كانت نهايته التورط في المستنقعات الأفغانية.
إنه لم يعد خافياً على كل صاحب بصر وبصيرة أنَّه ثبت أن الروس جاءوا إلى سوريا كقتلة وأنهم يفعلون الآن في هذا البلد العربي ما فعله المستعمرون الفرنسيون في الجزائر خلال احتلال تواصل لمائة وأثنين وثلاثين عاماً وهنا فإنَّه لم تعد هناك إمكانية لتبرئة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من التواطئ المقصود مع هذا الاحتلال الروسي لهذه الدولة العربية والتواطئ مع ذبح المعارضة الوطنية السورية (المعتدلة) ومع نسف (جنيف1) (وفينَّا1) و(فينَّا2) ونسف حتى مؤتمر نيويورك وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي رغم ردائتها إلَّا أنها لا تتلاءم مع تطلعات ومخططات بوتين التي باتت واضحة ومكشوفة.