اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ وظّف اسمَه ، ليكسب منهم مالاً ، فوظّفوه ، ليكون لهم عبداً ، فمَن مثلُه ، اليوم ؟
وظّف اسمَه ، ليكسب منهم مالاً ، فوظّفوه ، ليكون لهم عبداً ، فمَن مثلُه ، اليوم ؟
20.04.2020
عبدالله عيسى السلامة
هذه قصّة حقيقية ، جرت في بدايات الاحتلال الفرنسي ، لسورية !
كَركور: اسم حقيقي ، محرّف عن ، قرقور! والقرقور هو : الخروف ، الذي بلغ سنة من عمره ، فلا هو خروف ، ولا كبش ! وهو معروف ، جدّاً ، لدى العرب ، في بادية الشام وأريافها ، وجمعُه : قراقير! لكنه ، في الأرياف ، يدعى : كَركور، بالكاف المخفّفة ، المنقلبة عن قاف ، كما يلفظ المصريون الجيم !
أحَبّ كركور، أن يوظّف اسمَه ، لدى الفرنسيين ، في بداية احتلالهم سورية ، عام /1920 / ، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، واتفاقية سايكس بيكو ، بين الفرنسيين والإنجليز، فقدّم قرقور، نفسَه ، للضابط الفرنسي،على أنه :كركور، وأنه نصراني، يعاني من الاضطهاد، بين المسلمين! وأبرز للضابط هويّته ، التي تثبت أن اسمه كركور، وهو اسم نصراني ،لايسمّي به المسلمون أبناءهم ! فرحّب الضابط بكركور، وعدّه صيداً ثميناً ، في منطقة ، ليس لهم فيها أنصار، من ملّتهم !
وتمّت الإجراءات ، سريعاً ، لضمّ كركور، إلى الملّة النصرانية ، من ناحية ، وإلى الخدمة ، لدى الجيش الفرنسي ، من ناحية ثانية !
لقد نُصح كركور، بهذا السلوك ، لكسب بعض المال ، من الفرنسيين المحتلين ، موظّفاً اسمَه، في هذا الأمر! ورحّب الضابط الفرنسي، بهذا الأمر، ليوظّف كركوراً، خادماً ، يحقّق أهداف المحتلّ ، بين بني قومه ! فهي عملية توظيف متبادَلة ، لكن ، مَن الرابح فيها ، ومَن الخاسر؟
من الواضح ، أن الفرنسيين لايخسرون شيئاً، سوى بعض المال ، مقابل كسبهم عوناً، من أبناء المنطقة التي يحتلّونها !
أمّا كركور، فكسب بعض المال ، من ناحية ، وكسب ، من ناحية ثانية ، غطاء قويّاً، من المحتلّ الفرنسي ، ليصبح ، بين أبناء قومه ، ذا شأن وقيمة !
ومرّت الأيّام ، وخرجت فرنسا من سورية ، بعد ستّ وعشرين سنة من الاحتلال ! فما ذا كان شأن كركور، حينذاك ؟ يُنقل ، عن الذين عايشوا قصّته ، من معاصريه، من أهل وأقارب ، وأصدقاء ومعارف .. أنه أحسّ بندم شديد ، على مافعل ؛ لأنه خرج من ملّته ، وباع دينه ، بثمن بخس.. لكن ، لاتَ ساعةَ مَندم !
والسؤال ، هنا: هل لكركور (قرقور) نظراء ، في أمّتنا ، اليوم ؟ ربّما، لكن قد لايكون أيٌّ منهم: بالاسم ذاته ، وبالصفات ذاتها ، أو يفعل فعله ، للأهداف ذاتها !