الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وقت للدبلوماسية الشاقة

وقت للدبلوماسية الشاقة

28.11.2013
رأي البيان


البيان
الاربعاء 27-11-2013
تحديد موعد مؤتمر جنيف 2 يفتح نافذة أمل على المشهد السوري القاتم، كما يفتح الأفق أمام جهد مكثف من العمل الدبلوماسي الشاق، بغية الوصول إلى طاولة التفاوض في الثاني والعشرين من يناير المقبل، على نحو يؤمن نجاح المؤتمر ومن ثم خروج سوريا من مستنقع الدم والتدمير والتشريد والاستبداد.
هذه المهام تفرض على الأطراف السورية إدراك أنها تلج مرحلة تخوض فيها الحرب بوسائل دبلوماسية، كما أنها تفرض على القوى الدولية المعنية بالملف السوري، العمل من أجل تهيئة المناخ لضمان مؤتمر يمكن الرهان عليه، ليس فقط لجهة أن تضع الحرب أثقالها في سوريا، بل كذلك من أجل تفريغ بؤر التوتر في الجوار.
ربما لا يكون توقيت المؤتمر مفاجئاً لأطراف الأزمة، لكنه بالتأكيد بات يشكل عبئاً ضاغطاً عليها من حيث إن تحديد الموعد يضعها تحت الأمر الواقع. ومن غير المستبعد أن يسعى النظام أو المعارضة إلى تصعيد الاقتتال في المرحلة المقبلة، استهدافاً لتثبيت المواقع على الأرض أو كسب مواقع إضافية، من أجل تعزيز ثقله على طاولة المفاوضات. هذا الاحتمال الماثل يتطلب جهداً دبلوماسياً أكثر لاحتوائه، إن لم يكن إجهاضه.
النظام السوري مطالب أكثر من أي وقت مضى بإعلان قبوله، ببيان مؤتمر جنيف الصادر في يونيو الماضي. هذا عبء يفرض على النظام تقديم تنازلات يعتبرها باهظة، إذ تلزمه الذهاب إلى جنيف بحتمية مسبقة بالتفكيك. اقتناع النظام بهذه الحتمية أو إقناعه، يتطلب جهداً دبلوماسياً لا يقتصر على دمشق وحدها.
الدول المعنية بالملف تجد نفسها كذلك مطالبة بتحديد الأطراف المشاركة في المؤتمر وأجندته، وكلاهما قضيتان شائكتان تستنزفان جهداً دبلوماسياً دؤوباً.
الأرجح أن تجد المعارضة نفسها تحت ضغوط أكثر من غيرها، إذ هي مطالبة بتوحيد شتاتها تحت مظلة واحدة ووفد موحد ورؤية موحدة، في الطريق إلى جنيف. وهذه المهام تستدعي من فصائل الداخل والخارج عملاً سياسياً مكثفاً، تتشابك في متنه جهود إقليمية ودولية لا يمكن للمعارضة أن تتجاهل دورها.
إعلان تحديد موعد مؤتمر جنيف 2 في أعقاب اتفاق جنيف النووي، أثار حساسية الماكينة الدبلوماسية الإقليمية بصفة خاصة، عما إذا كانت ثمة علاقة بين جنيف الإيراني وجنيف السوري.