الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وقف إطلاق النار قبل جنيف

وقف إطلاق النار قبل جنيف

18.01.2014
أسامة الشريف


الدستور
الخميس 16/1/2014
أكثر من تسعة ملايين سوري بحاجة لمساعدة إنسانية بحسب الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وهم ما بين محاصر ونازح ولاجئ. بعد نحو ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية لم يعد الاهتمام منصبا على المعاناة الإنسانية للإنسان السوري ولا حتى على أعداد القتلى والمعتقلين. فقد توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء القتلى لعدم وجود آليات للتوثيق بينما نعلم أن المئات يفقدون حياتهم في كل يوم.
لا يعوّل سياسيا على مؤتمر جنيف 2 لإنهاء الحرب في سوريا التي اصابها الدمار، لكن لابد من تسليط الضوء على المعاناة الانسانية في الداخل والخارج، بخاصة في المخيمات الموجودة في تركيا ولبنان والاردن والعراق وكردستان العراق. ومنظمات الإغاثة الدولية تقول انها بحاجة الى نحو ستة مليار دولار للابقاء على برامجها ومساعدة ملايين اللاجئين والنازحين، ولا يبدو أنها ستقترب من تحقيق هذا المبلغ من خلال التبرعات. الكويت كانت مبادرة بتبرعها بنحو نصف مليار دولار في مؤتمر المانحين الذي انعقد هناك مؤخرا. المستغرب أن دولا خليجية اخرى، تمول المعارضة وتزودها بالسلاح بمئات الملايين من الدولارات، كانت مترددة وتبرعت بمبالغ متواضعة لمساعدة الشعب السوري.
إضافة الى المساعدات وما تبذله دول كالأردن ولبنان من جهود حثيثة لاستضافة اللاجئين، رغم ما يشكله ذلك من أعباء اقتصادية واجتماعية، فإن على روسيا والولايات المتحدة الضغط على الاطراف المتنازعة لوقف اطلاق النار وفتح ممرات انسانية تسمح بدخول الغذاء والدواء الى المناطق المحاصرة. وما يحدث في الغوطة الشرقية و مخيم اليرموك الفلسطيني من جوع وموت للاطفال والمسنين مصيبة كبرى يجب أن تحظى باهتمام عاجل من الاطراف التي ستحضر مؤتمر جنيف 2.
تركز معظم التحليلات والتصريحات على الحل السياسي لأزمة غاية في التعقيد بينما يتناسى هؤلاء المعاناة اليومية لأكثر من نصف الشعب السوري. ينبغى أن تنصب الجهود الآن على اغاثة المدنيين وإخراجهم من مناطق القتال وعدم استخدامهم كورقة للتفاوض او كدروع بشرية.
نخشى ان يلتزم النظام السوري بوقف لإطلاق النار في حلب وغيرها ويسمح بدخول المساعدات الانسانية بينما تفشل المعارضة المنقسمة على نفسها والتي تقتتل فيما بينها الآن في الالتزام بالمثل من جانبها. كل المؤشرات تشير الى تدهور سريع في الوضع الانساني داخل سوريا وهو ما ينذر بانهيار شبه كامل على صعيد الجهود المبذولة لإنقاذ المحاصرين في مناطق القتال.
نأمل أن تستطيع كل من واشنطن وموسكو انجاز وقف لإطلاق النار وفتح ممرات انسانية لأن الحل السياسي يبدو بعيدا لكن حل المشكلة الانسانية يمكن ان يتحقق ولو بشكل جزئي اذا ما تم الافراج عن المحاصرين في الغوطة وحمص وحلب ومخيم اليرموك في الأيام القليلة القادمة.