الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وكالات الإغاثة:سوريون سيواجهون الموت بعد قرار مجلس الأمن حول وصول المساعدات إلى شمال سوريا

وكالات الإغاثة:سوريون سيواجهون الموت بعد قرار مجلس الأمن حول وصول المساعدات إلى شمال سوريا

14.07.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 13/7/2020
دمشق – "القدس العربي" : غداة انقضاء أجل الاتفاق حول العمليات الإنسانية وإيصالها إلى شمال غربي سوريا والتي استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة، والتي انتهى مفعولها يوم الجمعة، وبعد أربع محاولات فاشلة، صوت مجلس الأمن، مساء السبت، على تبني مشروع قرار ألماني – بلجيكي جدد بموجبه عمل آلية المساعدة الإنسانية عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية لمدة عام واحد، وسيسمح القرار الأممي بإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إدلب شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى فقط، بدلاً من معبرين حدوديين، الأمر الذي اعتبرت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا أنه سيؤدي إلى فقدان الأرواح وسيزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في المنطقة.
شاربونو: إذعان لموسكو
ووافق مجلس الأمن الدولي مساء السبت على دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، بعدما صوت 12 عضواً مع القرار فيما امتنع 3 أعضاء في مجلس الأمن عن التصويت. وقد صوت لصالح القرار إلى جانب ألمانيا وبلجيكا، كل من إستونيا، فرنسا، إندونيسيا، النيجر، سانت فنسنت وجزر غرينادين، جنوب أفريقيا، تونس، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وفيتنام. فيما امتنعت الصين وجمهورية الدومينيكان وروسيا عن التصويت. ويتوافق هذا الحل لآلية الأمم المتحدة عبر الحدود مع طلب روسيا إلغاء معبر باب السلامة المؤدي إلى محافظة حلب، وتسمح آلية الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة نظام الأسد.
"هيومن رايتس ووتش": الاتفاق الجديد إذعان لروسيا… وألمانيا تعتبره نصراً
لويس شاربونو مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قال "إن أعضاء المجلس أذعنوا ومنحوا موسكو ما تريده بتخفيض آخر كبير في المساعدات الموجهة عبر الحدود إلى السوريين المهددين الذين يعتمدون عليها من أجل البقاء على قيد الحياة". كما اعتبرت منظمة أطباء لحقوق الإنسان، في بيان منفصل، "إن قرار مجلس الأمن أغلق "الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هم في أمس الحاجة للغذاء والدواء".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه أحيط علماً بقرار تمديد آلية الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من خلال معبر باب الهوى الحدودي لمدة اثني عشر شهراً، معتبراً أن القرار سيساعد على ضمان استمرار المساعدات الإنسانية لـ 2.8 مليون شخص، حتى تموز/يوليو من العام المقبل. جاء ذلك في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، صادر مساء السبت، أشار فيه إلى أن المساعدة الإنسانية عبر الحدود لا تزال تمثل شريان حياة بالنسبة لملايين المحتاجين في المنطقة وخارجها.
وجدد أيضاً دعوته إلى جميع أطراف الصراع لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، وسيطلب المجلس من الأمين العام للمنظمة تقديم تقرير كل 60 يوماً على الأقل. وفي بيان صدر عقب القرار الأممي، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "إنه لنبأ سار لملايين الناس في سوريا أن يتمكن مجلس الأمن، أخيراً، من الاتفاق على اقتراحنا التوافقي".
وجاء تمديد هذا القرار، بعد أربع محاولات سابقة، فشل من خلالها مجلس الأمن في تمديد القرار 2504، الذي كان قد منح تفويضاً للوكالات الإنسانية بإدخال مساعدات لشمال غربي سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلام.
وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا، إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قضى بفتح معبر واحد بدلاً من معبرين حدوديين لتسليم المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة سيؤدي إلى فقدان أرواح ويزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في المنطقة. وفي بيان مشترك للوكالة جاء فيه "ستزداد في شمال غرب سوريا، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود…، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود".
وأضاف البيان "لن يتلقى كثيرون الآن المساعدة التي يحتاجون إليها. ستهدر أرواح. وستزداد المعاناة، وهذه ضربة مدمرة مع تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشكل كبير". وكانت الدول الغربية طالبت باستمرار نقل المساعدات عبر المعبرين الواقعين على الحدود بين سوريا وتركيا غير أن روسيا الحليف الرئيسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) يوم الجمعة لإسقاط محاولة أخيرة لإبقاء المعبرين مفتوحين.
 
26 فيتو روسياً وصينياً
 
وكانت روسيا والصين قالتا إن من الممكن الوصول إلى شمال سوريا من الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وإن شحنات المساعدات عن طريق تركيا تنتهك السيادة السورية. وطرحت ألمانيا وبلجيكا، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن والمكلفان بالشق الإنساني في الملف السوري بالأمم المتحدة، مشروع القرار الجديد الذي من شأنه إبقاء معبر واحد بدل المعبرين اللذين تم استخدامهما حتى الجمعة.
وكان دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم السبت، روسيا والصين في تغريدة إلى "الكف عن عرقلة التسوية". وأضاف "نأسف بشدة لأن تمديد القرار المتعلق بالمساعدة عبر الحدود إلى مجلس الأمن الدولي قد تمت عرقلته مرة أخرى (الجمعة) بسبب الفيتو الروسي والصينيِ. واعتبر ذلك "خبراً سيئاً لملايين السكان في شمال سوريا". وخلال تصويت الجمعة، استخدمت روسيا حق النقض للمرة السادسة عشرة، والصين للمرة العاشرة ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.
وكانت روسيا والصين اعترضتا الثلاثاء على مشروع قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا وكان من شأنه إعادة تفويض معبري باب السلام وباب الهوى لمدة 12 شهراً، وذلك حسب الأمم المتحدة. والأربعاء، 8 تموز /يوليو، لم يُعتمد مشروع قرار عممته روسيا، وكان يدعو إلى إعادة تفويض معبر حدودي واحد في باب الهوى، لمدة ستة أشهر، حيث حصل على أربعة أصوات فقط لصالحه (روسيا والصين وفيتنام وجنوب أفريقيا)، مع تصويت سبع دول أعضاء ضد القرار وهي بلجيكا، الدومينيكان، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، فيما امتنعت أربع دول هي إندونيسيا، النيجر، سانت فنسنت وجزر غرينادين، وتونس.
وفي صباح يوم الجمعة، 10 تموز /يوليو، اعترضت روسيا والصين مرة أخرى على مشروع قرار ثالث لألمانيا وبلجيكا، يدعو إلى إعادة تفويض معبري باب السلام وباب الهوى لمدة ستة أشهر، وقد حظي القرار بتأييد جميع أعضاء المجلس الآخرين. وفي مساء اليوم نفس، ، فشل مشروع القرار الروسي الثاني، بالحصول على دعم كل من روسيا، الصين، جنوب أفريقيا وفيتنام. وفيما صوتت دول ضد القرار وهي بلجيكا، جمهورية الدومينيكان، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وامتنعت أربع دول عن التصويت بينها تونس.