الرئيسة \  مشاركات  \  ولنا رأي حول أسباب تدهور العلاقات السعودية الإيرانية

ولنا رأي حول أسباب تدهور العلاقات السعودية الإيرانية

09.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
كشفت فارس وبالأحرى ايران خلال هذه الايام وبالتحديد يوم السبت من 2 كانون ثان / يناير عن انيابها الحادة بحقدها الدفين على السعودية مستغلة بذلك تنفيذ الرياض عقوبة الاعدام بثمان واربعين شخصا ساهموا بقلاقل وزعزعة الامن بتلك الدولة من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر . وحث زعيم ملالي ايران أحمد خامنئي  اولئك المغفلين من الايرانيين باظهار غضبهم على السعودية والدعوة للانتقام لاعدام النمر ، وقام متظاهرون غوغائيون السفارة السعودية في طهران غير آبهين بالمعاهدات الدبلوماسية الدولية التي تنص على حماية سفارات ومنشئات الدول الاجنبية المعتمدة لدى دول أخرى .
الا أن هناك اسباب دعت ايران لإغضاب السعودية التي غضب لها بعض دول الخليج العربي ودول اسلامية اخرى على حياء من السعودية فايران التي تغضب السعودية استمدت قوتها من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والغرب جراء الاتفاق الذي تم بينهم بإنهاء ملف ايران النووي سلميا فالفرس معروفون بالغباء  وهم كما قال عمارة بن عقيل أحد  بني يربوع يهجو بني حنيفة لغباءهم :
أمسلمة الكذاب قال لكم لن تبلغوا المجد حتى تغضبوا مضرا 
مهلا بني حنيفة ان الحرب اإن طرحت عليكم بركها أسرعتم الضجرا
وهجاء جرير الخطمي بني حنيفة  ومتشمتا بهم بانتصار المسلمين عليهم وردهم الى الاسلام من جديد فهو يقول :
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم اني أخاف عليكم أن أغضبا أبني حنيفة انني إن أهجكم أدعِ اليمامة لا تواري أرنبا
وقوله
هجاني الناس من الأحياء كلهم حتى حنيفة تفسو في مناحيها
أصحاب بخل وحيطان ومزرعة سيوفهم خشب فيها مساحيها
 
دلت وأعطيت يدا للسلم صاغرة من بعد ما كاد سيف الله يمحيها
صارت حنيفة اثلاثا فثلثهم أضحوا عبيدا وثلث من مواليها
كان الاتفاق النووي بداية مرحلة جديدة  للعلاقات السعودية مع الغرب اذ تم الاتفاق بشكل مفاجئ لم تُعلم السعودية به قبلا ، فالسعودية وبعض الدول الاوروبية التي كانت  تعتبر بالنسبة للغرب شريكا استراتيجيا قويا ومنذ  استلام الرئيس الامريكي باراك اوباما  زعامة البيت الابيض أخذت الادارة الامريكية على عاتقها التقارب من ايران  لمساعدتها بالهيمنة على منطقة دول الخليج العربي ومساعدة أطماع ايران بالمنطقة مستغلة بذلك النزاع على زعامة العالم الاسلامي بين السعودية التي تحظى باحترام كبير من اكثر مسلمي العالم الذين ينتمون الى اهل السنة والجماعة ، وبين ايران التي تتطلع على هذه الزعامة وفرضها بما تملكه من وسائل معنوية ومالية ودينية . وتشير مصادر علمية واقعية ان نسبة مسلمي العالم من اهل السنة والجماعة تصل الى 78 بالمائة بينما لا تتجاوز نسبة الشيعة في العالم الى 22 بالمائة ولذلك فقد سعتت ايران نشر التشيع في افريقيا مثل نيجيريا والسودان بعد ان فشلت بنشر التشيع في البلقان ولا سيما البوسنة والكوسوفو حتى انها حاولت نشر التشيع ببلاد القوقاز مثل الشيشان اذ وعدت اهالي تلك الدول من المسلمين المساعدة لمواجهة روسيا مقابل التشيع الا انها جوبهت بالرفض  فوضعت يجها بيد موسكو لمواجهة  مسلمي القوقاز الذين يريدون  الاستقلال عن روسيا .
الاسباب المباشرة للتحرش بالسعودية والتحريض عليها مستغلة بذلك تنفيذ الاعدام بنمر النمر جاء من خلال دعم  طهران للحوثيين باليمن فلولا الاعمال العسكرية للسعودجية بالتعاون مع بعض دول الخليج والمعروفة بـ / عاصفة الحزم / ضد الحوثيين لاستطاعت ايران ضم مناطق الشرق السعودية التي تعيش بها اقلية شيعية تعتبر تلك المناطق غنية بالنفط ، فايران التي لنها تاثيرها السياسي والديني في العراق ولبنان وتأثير جزئي في سوريا من خلال دعمها للطاغية رئيس نظام سوريا بشار اسد  تريد ايضا بسط هيمنتها السياسية والعسكرية في السعودية .
ويرى مراقبو تطورات الاوضاع بمنطقة الشرق الاوسط برمته ان السعودية لم تحرز اي نجاح بانهاء نظام بشار اسد الذي يعتبر العدو الاول للشعب السوري وأكثر مسلمي العالم جراء الحرب التي يشنها بمساعدة ايران وروسيا ضد الشعب السوري بينما أحرزت ايران نجاحا بمساعدة روسيا وبعض الدول العربية وايضا الولايات المتحدة الامريكية ببقاء المذكور على راس النظام السوري فايران ترى باسد الذي ينتمي الى طائفة النصيرية ردءا لها بمنطقة أغلبيتها من اهل السنة والجماعة فهي تستطيع ببقاء اسد نشر التشيع بالقوة في سوريا الذي تصل نسبة اهل السنة فيه من المسلمين الى 80 بالمائة . وجاء مؤتمر المعارضة السورية في الرياض الذي دعت اليه السعودية من اجل جمع الكلمة وبالتالي وقف جماح طهران بالسيطرة على الوضع السوري .
الا ان هناك سبب رئيسي  دعت طهران للتحرش بالسعودية  فالتحالف العسكري الاسلامي الذي ألنت السعودية عنه لمواجهة تنظيمات الارهاب الدولية واستبعاد ايران عنه وجدت ايران نفسها في عزلة قوية كما انها ترى بالتعاون الاستراتيجي الذي تم مؤخرا بين الرياض وأنقرة بمثابة القشة التي قصمت ظهرها ولا بد من لاعمل للتحريض على السعودية باي سبب من الاسباب .
وبالرغم من وجود انتقادات ضد السعودية لتنفيذها عقوبات الاعدام الاخيرة مقارنين السعودية بذلك بكوريا  الشمالية  التي تقوم بتنفيذ اعدامات صورية بدون محاكمة علما ان الذين تم إعدامهم امتثلوا أمام المحاكم ، ستخرج منتصرة من التحرش وتحريض ايران على السعودية دوليا ولدى الشيعة في العالم .