الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وماذا بعد جنيف ؟

وماذا بعد جنيف ؟

13.01.2014
محمود الزيودي


الدستور
الاحد 12/1/2014
تسأل الصديق النائب المثقف جميل النمري ... ماذا عن اللاجئين السوريين إذا تعذر جنيف 2 ؟
 الحديث في قاعات الفنادق تحت رعاية القطبين الأعظم أمريكا وروسيا (هل ستغيب ايران ؟؟ ) يختلف كثيرا عن ما يحدث على الأرض السوريّة التي ستستقبل أبناءها المشتتين لأعمار منازلهم المهدَّمة ومتاجرهم الخاربة ومصانعهم التي علا آلاتها الصدأ ... هذا اذا جاء الترياق من جنيف ... وفوق كل هذا يجب أن يتصالح السوريون في الداخل للإتفاق على شرطة وجيش يفرض الأمن بعد أن تجذّرت الفوضى الى درجة لا يصدقها العقل ... قبل وبعد جنيف 2 هناك حرب أهلية مستمرة بين الجيش السوري النظامي وبين الجيش السوري الحرّ . وحرب بين الجيش الحر وبين داعش وأخواتها من المنظمات والتنظيمات الجهاديّة التي رأت في سوريا والعراق كفرا يستحق الجهاد أكثر من تهويد فلسطين ومحاصرة المسجد الأقصى والصخرة المشرفة تمهيدا لإزالتهما ... وهناك في سوريا أيضاً حرب بين الجبهة الإسلاميّة وبين داعش يجمع المراقبون ان كل جماعة مشاركة في الحرب الأهليّة السوريّة تتلقى دعماً من دول معيّنة ... ومع هذا الدعم تعليمات وتوجيهات لإدارة معاركها على التراب السوري ... ونحن نسأل ... إذا كان لأغلب التنظيمات والنظام السوري مندوبين في مؤتمر جنيف الثاني ليقولوا رأيهم بالفاجعة التي تحدث على ارض وطنهم ... لماذا لا يكون للاجئين السوريين الذين يتجمعون في مخيمات يتراوح عدد سكانها بين المائة إلف وبين المليون إنسان مندوبين لإبداء رأيهم في مصير وطنهم ؟ 
لقد أفرزت مخيمات اللجوء والشتات في العالم ومنها اليهود والفلسطينيين واليوغوسلاف قيادات عسكريه وسياسيّة وفكرية أثرت كثيراً في تعامل المجتمع الدولي مع قضيتها وقد تفوقت على الزعامات التقليدية ... كل مراقب واقعي يعرف انه حتى لو اتفق القوم في جنيف على وقف إطلاق النار واعادة تشكيل الدولة تمهيداً لإعادة المشرّدين  فإن التنظيمات الجهاديّة التي تتنازع المدن والقرى حاليا . ستبقى تقاتل عن مكتسباتها ولو بالسيارات المفخخة وملحقاتها .. فما حدث في العراق ولبنان سيحدث في الشام ... كل فرد فيها ابتداء من الأمير والمفتي وقاطع الرؤوس . وصاحب نظرية استباحة الدماء ونظرية الجنود الأسود الذين  شرابهم الدم  وأنسهم الأشلاء ... كل واحد من هؤلاء يعرف مصيره إذا أعيد إلى بلده بعد حلم فرض الأمن  على الشام الشمالي ويعرف ماذا يواجه اذا بقي على ارضها .
 نتحدث عن الحلم ونحن نتوقع ( وليس على الله ببعيد ) أن تقفل مخيمات اللاجئين السوريين عندنا في منتصف عام 2016 وفي احوال مناخية مناسبة لحركة الحافلات وتفكيك المخيمات ... تذكروا معي هذا التاريخ الذي أتوقعه وانأ متفائل .