الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وماذا بعد حلـب؟

وماذا بعد حلـب؟

15.06.2013
عبدالله ابو السمح

عكاظ
السبت 15/6/2013
نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بكل خبث في العمل على تمييع الثورة السورية، فهي في البدء شجعت ووعدت بالمؤازرة وبالسلاح، ثم راوغت وتلاعبت بإصدار التصريحات الغامضة التي تتراوح بين لا ونعم، وقام بعض كبار مسؤوليها بمن فيهم الرئيس أوباما بعقد اجتماعات ومناقشات وإصدار بيانات معناها الحقيقي أنهم لن يفعلوا شيئا، لو تركوا الثوار دون أن يعلقوهم بقشة الوعود والسلاح والحظر الجوي.. و.. و.. ثم ينمحي كل ذلك باجتماعات لا نهائية مع الروس المؤازرين للطاغية بشار، الروس يعملون علانية في تأييد الطاغية ويمدونه بالسلاح والصيانة لأسلحته وبمستشارين عسكريين، والأمريكان يبيعوننا كلاما رنانا ويعملون سرا لمنع بيع الأسلحة للثوار وللدول العربية المؤازرة، هذه الدول المؤازرة وجدت نفسها مكبلة بشروط عقود التسليح مع الأمريكان تمنع خروج السلاح إلى أي طرف آخر فهو للدفاع الذاتي المحلي، ورغم أن السلاح مكدس في المنطقة فهو محظور بموجب عقود الشراء من خروجه من بلد المشتري، بل كما قيل كانت هناك محاولات لشراء أسلحة من أوكرانيا وتشيكيا وأمثالهما ولكن الراصد الأمريكي حال دون ذلك. وتسأل أين تجار السلاح ولكنهم يريدون العمولات دون مخاطر.. وقعت القصير في يد قوات الحلف الشيطاني بين حزب «اللات» والإيرانيين وقوات الطاغية، وها هم الآن يتجهون لحلب والأمريكان يواصلون تزويدنا بالوعود وبما بعد اجتماع جنيف الثاني المؤجل دائما بأعذار واهية لاكتساب مزيد من الوقت لصالح الأسد وحلفه الشيطاني.. ولمزيد من تهديم سوريا تمهيدا لتسليمها إلى إيـران في صفقة توقفها عن جموحها النووي كما يقولون..
غدا حلب وبعدها ــ لا قدر الله ــ سوريا صفوية فارسية تهدد الجميع ليس بسلاحها النووي ولكن بملاليها والولي الفقيه، أحيانا أظن أن الرئيس أوباما سلم العراق ثم سوريا للصفوية.. وإلا كيف نفسر هذه التصرفات، وأي جهاد وأي تحريـر لأمة تستجدي سلاحها بمالها.