الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وماذا بعد سقوط جنيف ؟

وماذا بعد سقوط جنيف ؟

06.01.2014
هاشم عبده هاشـم


عكاظ
الاحد 5/1/2014
•• لم يكن أمام الشعب السوري سوى طريق واحد للحفاظ على ثورته وسط تآمر الكثيرين عليه.. ومحاولتهم استدراجه إلى تسوية سياسية ظالمة وغير منصفة.. وغير أمينة..
•• فقد وضح أن الهدف الرئيس من المناورات السياسية التي تتم على الأرض.. وتتجسد من خلال الاتصالات المحمومة التي تجري بين أكثر من عاصمة في الإقليم وفي الخارج.. أن الشعب السوري لن يخرج بشيء من وراء هذا المؤتمر.. إن هو لم يجبر على التوقيع على اتفاق لا يتجاهل تضحياته الكبيرة فحسب.. وإنما يمكن للأسد ونظام الأسد بالبقاء.. والاستمرار.. لإكمال صفقة تنازلاته لحساب الغير مقابل استمراره على حساب دماء الشهداء واستقلال سوريا.. وتحويلها إلى سوق تجارية تتقاسم مغانمها أطراف عدة فيما يدفع ثمنها الشعب السوري غاليا.. من دمه.. واستحقاقاته.. وتضحياته الكبيرة ..
•• من هنا يأتي تفهم موقف المجلس الوطني السوري بعدم المشاركة في هذا المؤتمر.. بعد أن تكشفت له حقائق "اللعبة" التي أريد لهم المشاركة فيها والقبول بنتائجها.. وهي نتائج ــ بكل تأكيد ــ لن تعود بأي خير عليهم إن هي لم تحول الشعب السوري إلى "رهينة" في يد النظام وأعوانه المستفيدين من استمراره.. بل وتحويل سوريا كل سوريا إلى سجن كبير.. وإلى تصفية حسابات واسعة لكل خصوم النظام.. ودعاة تحرير الوطن السوري من إيران.. وحزب الله.. ومن المصالح الكبرى التي لها حساباتها الخاصة بها.. سواء على المستوى السياسي أو الأمني والاستراتيجي.. تنفيذا لمخطط "الشرق الأوسط الجديد" وتأمين إسرائيل من جميع الجهات.. وتمكينها بصورة أكبر من التحكم في المنطقة.. حتى وإن استدعى ذلك إعطاء إيران دورا محدودا في مرحلة قادمة ولفترة مؤقتة.
•• ولولا المعطيات الواضحة والملموسة التي وقفت عليها قوى المعارضة السورية وأوصلتها إلى حالة من اليأس من إمكانية تحقيق المؤتمر نتائج تخدم الشعب السوري لما اتخذت هذا القرار بعد أن كنا جميعا نأمل في أن ينتصر المجتمع الدولي للشعب السوري.. ويبتعد عن اللجوء إلى أسلوب الصفقات وأن يقف بدلا من ذلك مع الحق ويوقف أكثر المجازر دموية في التاريخ ..
•• وبكل تأكيد.. فإن أحدا لا يمكن إلا أن يحترم إرادتهم.. ويتفهم حقيقة موقفهم.. ويقف إلى جانبهم في مواجهة سلسلة الجرائم التي تتخذ بحق شعبهم ..
وعلى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.. وسائر الدول الأخرى أن تتحمل مسؤولية ما قد يترتب على استمرار هذا الوضع المأساوي.. كما أن عليهم أن يعملوا على إنصاف الشعب السوري بالعمل على تحقيق تسوية واضحة المعالم ينتهي معها أي دور للأسد.. وتبدأ سوريا مرحلة جديدة من العمل يسجل فيها الشعب حضورا كاملا.. وتدخل البلاد مرحلة انتقالية كاملة وحقيقية وغير منقوصة وتخرج من سوريا كافة القوى والأطراف حتى يتمكن السوريون من إدارة شؤون بلدهم بأنفسهم ويمارسوا سيادتهم الكاملة على بلادهم .
ضمير مستتر:
•• الشعب السوري وليس غيره هو من يقرر مستقبل بلاده.. ويحافظ على استقلاليتها ..