الرئيسة \  واحة اللقاء  \  وماذا يفيد قلق "أوباما" من كيماوي الأسد؟

وماذا يفيد قلق "أوباما" من كيماوي الأسد؟

08.05.2013
طلال آل الشيخ

الوطن السعودية
الاربعاء 8/5/2013
في مارس الماضي، دخلت الأزمة السورية عامها الثالث، ومنذ نحو 25 شهرا والنظام السوري مستمر في القتل والتعذيب والتشريد، والعالم يتفرج، يزيد النظام من وتيرة العنف يوما بعد يوم، ويتجاوز الخطوط الحمراء التي حددها المجتمع الدولي بقيادة أميركا، والنتيجة لا جديد.
قبل أقل من عام ـ وتحديدا في شهر أغسطس 2012 ـ حذر الرئيس الأميركي من أن استخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية يمثل خطا أحمر لا يمكن السكوت عليه، وإن تجاوز هذا الخط سوف يغير من قواعد اللعبة وحساباتها، وها هي الدلائل والشواهد تؤكد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، إذ بثت صحيفة "التايمز" الأسبوع الماضي تسجيلا جديدا يمثل دليلا على استخدام النظام لغاز السارين القاتل ضد المدنيين، حيث أظهر التسجيل صورا لثلاثة ضحايا من عائلة واحدة، سيدة وطفلين، قتلوا اختناقا نتيجة استنشاقهم الغاز السام، بل إن أوباما نفسه قال في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إنه يوجد دليل على أن أسلحة كيماوية استخدمت في سورية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يحرك ولا العالم أجمع ساكنا تجاه اتخاذ الإجراءات اللازمة، التي تمنع على الأقل استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية.
عجز العالم وفشله في اتخاذ موقف حقيقي ضد النظام السوري، فتحا شهية النظام، وأتاحا له زيادة وتيرة العنف والسعي لتنفيذ مخططات أكثر عنفا ورعبا، يدعمه بذلك عجز المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، وقبله كوفي عنان عن إحداث أي تقدم، وهو ما ظهرت بدايته في المجازر التي ارتكبها النظام في قرية البيضا في مدينة بنياس، والتي تسببت في قتل المئات من سكانها، واضطر البقية إلى الفرار هربا من المذابح بعد أن تبين أنها ارتكبت عمدا ضد الأطفال والنساء بأسلوب الذبح.
النظام السوري يده مبسوطة بالقتل، ويجد الحماية الدولية لارتكاب ما يشاء من جرائم، علاوة على الدعم الذي يتلقاه من الروس والإيرانيين وميليشيات حزب الله، وتنفيذ ما يشتهي من مخططات، ومن غير المستبعد أن نرى في القريب العاجل في سورية جرائم لا تقل عنفا عما شاهده العالم في مجازر الإبادة الجماعية بين الهوتو والتوتسي في رواندا، وحلبجة أخرى في بنياس أو القصير أو أي من المدن السورية الأخرى، فالمجتمع الدولي تنازل عن مسؤولياته التاريخية، وبات عاجزا عن حماية الشعب السوري من بطش النظام، بدعاوى أن طبيعة الداخل السوري يكتنفها الكثير من التعقيدات، التي ربما تحول دون حدوث استقرار في سورية، ما يجعلها بيئة صالحة لتكاثر الإرهاب على حد مزاعمهم، وتجمع المجموعات المسلحة المنفلتة، كما حدث في العراق، وسابقا في لبنان، لذلك ترك الشعب السوري وحيدا يقابل الموت والتشريد والتعذيب كل يوم.
الحالة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، الذي يواجه بصدور عارية القمع والقتل والاستبداد والظلم والذل أمر محزن ومخز في آن، ودون أن تكون هناك جهود حقيقية، سيبقى هذا الأمر وصمة عار في جبين العالم ومؤسساته الإنسانية والعدلية، وعليه فإن على واشنطن تحديدا أن تبقى مستعدة لأي سيناريو كارثي؛ لأن نتيجة عدم التدخل هذه المرة بثقل الدولة العظمى حامية الحريات، ستزيد الأوضاع على الأرض تفجرا وكارثية.