الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ومتى يخرج حزب الله من سورية ؟!

ومتى يخرج حزب الله من سورية ؟!

13.10.2014
خلف الحربي



عكاظ
الاحد 12-10-2014
قال وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته لتركيا: «لا يمكننا أن نختار بين بربرية داعش وبربرية الأسد»، والحق أن الحرب التي يشنها التحالف الدولي سوف تستمر طويلا ما لم تتم معالجة السبب الأساسي في نشوء هذا الوضع الدموي في سورية، وهو بقاء بشار الأسد في سدة الحكم، وهو الديكتاتور الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية وقصف شعبه بالأسلحة الكيميائية، وكذلك بقاء تنظيمات إرهابية أجنبية على رأسها حزب الله في الأراضي السورية.
المجتمع الدولي اليوم بحاجة لقرار صارم لإخراج حزب الله من سورية، وكذلك جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، سواء كانت سنية أو شيعية، فالسكوت على جرائم حزب الله وبقية العصابات التابعة لإيران سوف يزيد التنظيمات الإرهابية السنية قوة، حيث سيتسمر الاستقطاب الطائفي؛ لأن الكثيرين داخل سورية وخارجها سيجدون أن العدالة غائبة في هذه الحرب، وأن الحل الوحيد المتاح هو دعم داعش وما داعشها من التنظيمات الدموية السنية.
لقد تسبب حزب الله في ضياع لبنان الذي تحول إلى بلد بحكومة صورية، قبل أن يساهم مساهمة أساسية في ضياع سورية وتشريد أهلها، وكل ذلك من أجل مصالح ملالي طهران الذين قد يكلفون الحزب بمهام تدميرية أخرى في العراق واليمن ودول عربية أخرى متى ما وجدت إيران حاجة لذلك، وسيكتب التاريخ في يوم ما أن ضرر هذا الحزب الإيراني الهوى على الأمة العربية لا يقل كثيرا عن ضرر إسرائيل، فكلا الطرفين قتل العرب وشردهم من بيوتهم وقراهم.
سوف يعاني التحالف الدولي ضد الإرهاب في سورية كثيرا ما لم يتعامل مع حزب الله مثله مثل بقية التنظيمات الإرهابية الأجنبية الأخرى، وسوف تستمر هذه الحرب لسنوات وسنوات؛ لأن ضحايا الحزب وحلفائه سوف يلتحقون أوتوماتيكيا بالتنظيمات والجهات التي تحارب في الجبهة الأخرى، هذه هي طبيعة البشر، فالطفل الذي يقتل مجرمو حزب الله والده أو والدته يصعب إقناعه بأن داعش تنظيم إرهابي، بل سوف يرى في هذا التنظيم البوابة المثالية للانتقام ممن أبادوا أسرته.
لو صدر قرار أممي يلزم حزب الله بالخروج من سورية، فإن ذلك سوف يشكل ضربة موجعة لخصومه أشد وقعا من الضربة التي سوف تصيب حلفاءه، حيث إن داعش تعيش اليوم على الاستقطاب الطائفي الذي ازدهر وتمدد بعد دخول حزب الله إلى الأراضي السورية، أما بشار الأسد فسيخرج بالتأكيد من المعادلة؛ لأنه يعتمد اعتمادا رئيسيا على اللبنانيين والعراقيين والإيرانيين في سحق شعبه، هذا بخلاف أن لبنان سوف ينجو من انتقال الحالة السورية إليه بعد أن ورطه حزب الله فيها.
أنقذوا سورية ولبنان بإخراج حزب الله من سورية، وسوف تكتشفون أن هذا القرار أشد بأسا على داعش وما شابهها من قصف طائرات إف 16.